إيجابية التقارب الأمريكي الإيراني على المنطقة

 

 

 

 

 

 

في طريقه الى مطار كنيدي رنّ هاتف السيارة للرئيس الأيراني حسن روحاني، بعد أختتام زيارة رسمية للأم المتحدة لمدة 5 أيام، كان على الطرف الأخر الرئيس الأمريكي بارك اوباما, عبر خلاله إحترامه للشعب الإيراني بينما إعتبر روحاني الولايات المتحدة (أمة عظيمة), بعد المكالمة الهاتفية قفز الريال الايراني 2% مباشرة, رغبة امريكية كانت تسبق الإتصال لعقد لقاء بين الطرفين وتوضيح وجهات النظر الإيرانية تجاه كل القضايا, وتم رفض اللقاء من روحاني, فيما أكد مسؤولون امريكيون ان الإتصال تم الترتيب له في الساعة 2.30 مساء في طريق عودة الرئيس الإيراني وأستمر لمدة 15 دقيقة, العلاقات الأمريكية الإيرانية شهدة قطيعة منذ عقود بعد ازمة الرهائن الأمريكيين, وشهدت في هذا الإتصال إنعطاف كبير في الدبلوماسية وطبيعة العلاقات بين البلدين. الجانبان إتفقا على تسريع العلاقات والمحادثات الرامية الى نزع فتيل الأزمة بشأن البرنامج النووي الإيراني والتقارب بينهما ليغيير توجهات الشرق الأوسط, ويمهد الى علاقة افضل بين ايران والمجتمع الدولي في المنطقة, أخر اتصال كان عام 1979م بين الرئيس الامريكي جيمي كارتر بالشاه محمد رضا بهلوي قبل فترة وجيزة من سقوطه, وتسبب الإطاحة به أستيلاء الإسلاميين على السفارة الأمريكية وإحتجاز الرهائن طيلة 444 يوم, قًطًعتْ العلاقات طيلة 34 عام.

المنطقة خلال هذه الفترة شهدت الكثير من التوترات والصرعات كان معظم محاورها بين الشرق والغرب تتمثل بأمريكا وحلفائها وإيران وروسيا وحلفائها, امريكا حريصة على المحافظة على مصالحها وتحلفتها مع دول الخليج بستراتيجية ووجود القواعد الامريكية, وإمتلاك ايران برنامجها النووي عمق الخلافات بين الطرفين, وأمتدت الى المنطقة ليقسمها فريقين متمثل بمحور ايران حزب الله والنظام السوري, السعودية وقطر وتركيا, هذا من جانب ومن جانب اخر الانقسام الطائفي في المنطقة وصراع الزعامات. التقارب والخلاف بين الدول الأقليمية وضع ايران في المواجهة وصل الى درجة الذروة في الصراع السوري, فرض على ايران الحصار الأمريكي وتبادل الخطابات المتشددة بين الطرفين الذي انعكس على المنطقة برمتها, ذروة الصراع السوري أوصلت المنطقة الى درجة التوقع بحدوث حرب عالمية كبرى في المنطقة وتغيير ملامح الخرائط والتحالفات الدولية, الطرفيين أيقنا ان لغة التلويح بالقوة لن تفضي الى نتيجة والتقابر بينهما يحافظ على مصالح البلدين في المنطقة والعالم, وفي نفس الوقت يعود بالإيجابية في حال الاستقرار, لكن هذا التقارب ربما يقلق الجانب الاسرائيلي.

وبطلب من البيت الأبيض تم ترتيب الإتصال فيما كان الجانب الأمريكي يفضل اللقاء والجانب الأيراني الأتصال الهاتفي, بدأ الحديث بتهنئة روحاني بالفوز وتاريخ العلاقات بين البلدين وعدم الثقة, و تركز الحديث حول البرنامج النووي, أكد اوباما إحترام حق ايران في إمتلاك تطوير الطاقة النووية السلمية.

لغة الإسترضاء أوحت التغيير الجذري لعلاقة البلدين وتختلف عن لغة الرئيس السابق احمدي نجاد, والإبتعاد عن التقليد القديم الذي يطلق على امريكا (الشيطان الأكبر), سبقها تلاشي الطقوس في الإنتخابات التي تنادي الموت لأمريكا, أنصار روحاني قاموا بنحر الذبائح على طريق موكبه بينما ألقى معارض حذائه على موكبه, ومؤيدي روحاني يرون لن التقارب يخفف من العزلة الدولية لإيران وترفع العقوبات الدولية , بينما تجمع 100 من المتشديين لترديد النداء ( الموت لأمريكا) الشائع منذ عام 1979م , الإتصال بين الطرفين ما كان يتم لولا موافقة الزعيم الإيراني الأعلى اية الله علي خامنئي, وهذا ما يشير الى تغييرات جذرية داخل السلطات الإيرانية, روحاني أنهى الإتصال بقوله لأوباما (( اتمنى لك يوم سعيد)) فشكره اوباما وودعه باللغة الفارسية (( خودا حفيظ)) التي تعني الله معك.