التربية والتعليم خارطة المستقبل

 

 

 

 

 

 

ماذا يعني عيش الملايين في الحرمان والبؤس وصدرهم مفتوحة للمفخخات, بينما يتمتع من يدعي تمثيلهم بالمغانم والقصور والإمتيازات, وكيف يدعي ذلك والقوانين يجتمع على تشرعها لنفسه, لا تخدم سوى طبقة لا تساوي 1.% من المجتمع, وكيف لنا أن نبني دولة بالخطابات الفارغة والشعارات الجاهزة البعيدة عن الواقع, تؤسس الى ركائز منخورة، وماذا نتوقع من المستقبل دون تنمية الأجيال بمجتمع سليم صحيح التربية والتعليم، وكيف للبيئة السياسية السيئةالمتناحرة الثقافات التي تطفو نواياها للعيان من تصارع المكاسب أن تحمي الفرد والمجتمع, وماذا يقول المسؤول حينما يعود لنفسه ويعرف إنه انسان يحمل الرسالة وعليه إيجاد السبل الكفيلة لتعليم الأبناء من رياض الاطفال الى الدراسات الجامعية.
التعليم لا يقتصر على ابجديات الحروف والحساب والنظريات الفيزياوية والكيمياوية وقد لا يتعلق منها بحياتنا المباشرة ويترك للتخصص, وما يربط ابناء الوطن الشعور بالإنتماء ومفاهيم الحقوق والمساواة والحريات, يشعر بفقدانها الطالب حينما يجد من بين 10 ألاف مدرسة مهدمة تم بناء 45 مدرسة, او تخلو المدارس من المرافق الصحية والمختبرات ووسائل التعليم الحديثة، التي اصبحت متناولة للجميع, بينما تعجز المدارس توفيرها, هنا يتربى الطالب على الغبن وهو يجلس في كرفان لم يجعل سجن للذباحين والسفاحين, او في مدراس من الطين في عصر التكنلوجيا, بينما أبناء المسؤولين في مدارس المتميزين وأبناء الأغنياء في مدارس أهلية متطورة, يشعر بالطبقية وإنه يدرّس منهج التخلف حينما يرى العالم يقفز للامام ولا توجد سبورة في صفه, يتعلم الفساد الإداري وهو يجبر على الدروس الخصوصية وتقديم الهدايا لرسول العلم الذي يعتقده مثله الأعلى, يتعلم التشوه الفكري من طرائق التدريس الغير ممنهجة وتتبع ثقافة المعلم، يشعر إنه جسر لمشاريع التقسيم والفرقة بين ابناء الوطن بفرض المعلم عقائده ورفضه للأخر بتعصب.
التعليم يرسم مستقبل البلاد من تربية أجيالها ولا نستطيع ان نجد مجتمع منتج دون تحديد الغاية المشتركة الواحدة, وفي العراق شهد التراجع عالمياً بينما أقدم الجامعات فيه, ما جعل الطلاب يطلبون الدور الثالث بعدد 163 ألف, وهذا ما يؤشر الى خلل وتراجع لم يرصد من الجهات الحكومية, ولم يستند الى القواعد العلمية في التخطيط والدراسات الستراتيجية التي تؤسس الى المستقبل, منها توفير الأجواء المناسبة من العائلة وظروفها المباشرة على الطفل والطالب وإنتهاءً بالمدرسة والمختبرات والوسائل الجاذبة والمناهج وطرائق التدريس, والإّ لا نستطيع أن نبني جيل المستقبل وما يتخرج سوى ابناء طبقات معينة لا تعتمد على الذكاء والتفوق, وبذلك نهيء قاعدة فاسدة تقود المجتمع عن طريق سلم وصولها وموروثاتها العائلية وتتمتع بالأمتيازات على حساب الملايين, وغير قادرين على خدمة المواطن وتمثيله.