حفلات الموت في ظل اهل الشرف

 

تعود موجة التفجيرات , لتفجع اهالي بغداد المنكوبة , وفي مناطق متفرقة منها , وكالعادة تكون الحفلات الموت المجاني , في المناطق المزدحمة والاسواق التجارية , وتجمعات العمال الباحثين عن الرزق اليومي . وكالعادة يدفع الثمن المواطنين الابرياء . بعدما سيطرت الجماعات الارهابية ووحوشها الكاسرة على مفاصل الحياة اليومية , واضحى المواطنين الابرياء تحت رحمتهم . بعدما انزوت الحكومة واجهزتها الامنية , في دائرة الشلل والعجز والضعف والفشل , واتضح مخطط الاوغاد والمجرمين العتاة , في تفريغ بغداد من مواطنيها , والحكومة تفرك يديها فرحا وزهوا , طالما ظلت المنطقة الخضراء المحصنة , آمنة تتمتع بالاستقرار والحياة الزاهية . وقد تخلت عن حماية المواطنين من القتل العشوائي , هكذا بكل بساطة شطبت دورها ومسؤوليتها وواجبها الوطني تجاه الشعب والوطن . بكل دناءة وخسة وانعدام الضمير , حيث سقطت ورق التوت عن عورة اهل الشرف , ولم تعد مؤتمراتهم تنفع , في البحث عن شرفهم الضائع في سوق العهر والرذيلة , ومهما وقعوا على عهود ومواثيق , لحفظ عذريتهم , التي تمزقت في النفاق السياسي , فلم يعد الشجب والاستنكار والسخط والادانة , لتخيط عذريتهم المفقودة , ولم تعد تسمع صرخات الثكالى والمفجوعين في منطقة الخضراء, لان اذنهم تمزقت مثل عذريتهم , فما الفائدة من هؤلاء الثعابين , الذين يتحكمون بمصير الوطن والمواطن , اذا لم يستطيعوا حماية الشعب ؟ اذا لم يتمكنوا من وقف نزيف الدم , ووقف العنف الدموي , فما حاجة الشعب اليهم , اذا لم يعدوا قادرين , على حفظ ارواح المواطنين ؟ فما هي مسؤولياتهم وواجباتهم ومهامهم تجاه الوطن ؟ اذا كانت مصالحهم الذاتية فوق الجميع ؟ فما الجدوى منهم ؟ , اذا كان المال الحرام والسلطة والشهرة , تعشعش في عقولهم واسلوب تفكيرهم . فما هي القيم والمبادئ التي يؤمنون بها ؟ اذا كان الشعب يذبح كل يوم , ويتحول العراق الى مسلخ لذبح اليومي . فأية اخلاق وقيم تبقى لهم ؟ اذا كانوا في الصباح يوقعون على وثيقة السلم الاجتماعي , وفي المساء يعقدون مجالس حربية , فأية شرف يبحثون عنه ؟ انهم اصبحوا علة ومصيبة في العراق , ومشكلة خطيرة , وهم في دفة الحكم , يقودون العراق الى المهالك والكوارث , لانهم فقدوا الصدق وحسن النويا , وتغلب عليهم الخبث والمكر والدهاء , وان الخسة والرذيلة والدناءة معجونة في دمهم , ومتجذرة في عقولهم واسلوب تفكيرهم , واية شريعة وقانون , ان يصبح فاقدي الشرف والدناءة والرذيلة والسراق والمحتالين , سادة القوم , واصحاب المقام والجاه العالي . وشرفاء لتربة الوطن محرمين ومظلومين ومبعدين !! لقد باعوا الوطن بثمن زهيد , من اجل تكبير امبراطورياتهم المالية . انهم تركوا العراق والعراقيين , لقمة سهلة للذئاب الجائعة . ان طريق الخلاص واحد , وليس هناك حل , سوى ان ينتفض الشعب بارادته الجماهيرية الصلبة , في تفجير الغضب الشعبي , في الشوارع والساحات , لطرد هؤلاء الصعاليك , الذين كفروا بالشعب والوطن , ورميهم في مزابل النفايات , او في بلوعات الصرف الصحي , لان وجودهم يعني هلاك العراق ودماره , يعني استمرار نزيف الدم , يعني كل يوم المواطنين لهم موعد مع الموت المجاني.