الهدوء الامني عنوان كردستان

 

العمليات الارهابية التي ضربت اربيل وراح ضحيتها عدد من الابرياء، لاتختلف عن تلك التي تحدث يوميا في المحافظات الاخرى،تلتقي العمليات الارهابية عند نقطة واحدة وهي الحاق الاذى بالعراقيين، ماجعل ان تستقطب العمليات الارهابية في اربيل وكالات الانباء كون الاقليم يعيش اجواء امنية هادئة واصبح ملاذا لكل العراقيين ومنطقة لجذب الاستثمارات العملاقة ومن جنسيات مختلفة، وليطمئن الجميع فان الهدوء الامني يبقى عنوان كردستان الابرز. العملية الارهابية جاءت في توقيت يحتفل فيه ابناء كردستان نشوة الاجواء الديمقراطية بعد اجراء انتخابات برلمان كردستان، هذه الاجواء لاتروق لاعداء العراق بعربه وكرده وباقي القوميات والاقليات الاخرى، بالاضافة الى استعدادات الاقليم لاحتضان المؤتمر القومي الكردي الاول، وهي رسالة تستلزم رص الصفوف والتمسك بقيم الوحدة الوطنية الكردستانية والديمقراطية، واستهداف اربيل هو استهداف لكل العراق كما استهداف اي محافظة او مدينة هو استهداف للاقليم .بعد هذه العملية الارهابية الجبانة تضاعف من مسؤوليات الاجهزة الامنية في الاقليم لاعادة الثقة الى المواطنيين في الاقليم وزوار كردستان، والاستهداف الارهابي ليس مفاجئا طالما العراق برمته ساحة مواجهة مع القوى الظلامية، وليس نهاية المشوار حيث هناك عواصم لدول تسبق العراق كثيرا في المجال الامني والاجهزة الاستخبارية تم استهدافها من قبل الارهابيين، العبرة الان في الدروس المستوحاة من هذه العمليات والسعي لعدم تكرارها مستقبلا ليس في كردستان فقط بل في جميع المدن العراقية. المحللون يرون ان هناك اسبابا متعددة تقف خلف العمليات الارهابية في كردستان، ومهما كانت الاسباب والدوافع لابد من تكثيف النشاط من قبل الاجهزة الامنية لوأد عمليات اخرى، الامن لايمكن تحقيقه بالتصريحات، وفي الوقت ذاته لايجوز الركون الى انجازات سابقة، بل يتطلب عقلية تعرف كيفية الادارة الامنية ومن ثم اليقظة التامة لتفويت الفرصة على العدو ومنعه من تحقيق اهدافه. أليس مستغربا بعد استهداف اربيل من قبل الارهاب ان تتخذ العاصمة والمدن الاخرى احتياطات امنية لمنع الارهابيين من القيام باعمال ارهابية اخرى كما حدث صباح يوم 30 ايلول في بغداد؟ ومن هنا ان المعالجة الان تكمن في رص الصفوف سواء على مستوى كردستان او العراق برمته ونبذ الخلافات السياسية حماية للعراق وشعبه، ومن معاينة الواقع في المشهد العراقي يبدو ان ميثاق الشرف ومبادرة السلم الاجتماعي اهتزت ركائزها ولم تحقق الاهداف المتوخاة رغم مرور فترة قصيرة على توقيعها، الاعمال الارهابية التي ضربت كردستان وتضرب كل المحافظات خرجت عن اطار استهداف طائفة لطائفة اخرى، ويجب التعامل معها بانها ابادة جماعية للعراقيين، والابتعاد عن الكلمات الرنانة والخطابات التي لاتجدي نفعا ولاتعالج محنة العراقيين. من يقول ان استهداف اربيل كان مفاجئا ليس على الصواب، طالما الارهابيون موجودون في عموم الاراضي العراقية واصبحت ساحة مواجهة مفتوحة، لاتوجد اية مفاجأة في اي استهداف ارهابي. الارهاب يضرب المنطقة برمتها ولابد من اتخاذ الاجراءات لتفويت الفرصة عليهم في العراق وبكل الوسائل المتاحة.