دافعوا عن الوطن فكان جزائهم ( التشريد )...! |
الوطن هو أغلى شيء على قلب المواطن العراقي الشريف الذي يشعر إن كل جزء منه ينتمي إلى تربة الأرض التي يعيش عليها, وهو مستعد لتقديم الغالي والنفيس للحفاظ على أرضه وماله وعرضه, وهذا لم يأتي من فراغ فقد قال رسولنا الأعظم محمد (صل الله عليه واله وسلم) : " من قتل دفاعاً عن ماله وأرضه وعرضه فهو شهيد " أذن القتل دون الأرض جزاءه الشهاده , والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون, وأذا لم يقتلوا فسيصبحون أسرى وهذا أمر معروف. من منا ينسى المآسي والحروب التي مرت على بلادنا الحبيب, من منا ينسى ما فعل الهدام في فترة حكمه الجائر للعراق, من منا ينسى القتلى من الرجال والنساء والأطفال بسبب المعارك والحروب, أو بسبب التهم الباطلة والقتل العمد والجماعي للشعب على أيدي أزلام النظام الفاشي, كل هذا نعرفه جيداً ولن ينسى ابداً, ولكن هناك موضوع نسيناه وتناسته حكومتنا الحالية, وهو موضوع الأسرى العراقيين في الدول المجاورة اثناء حرب الخليج عام 1991!, هؤلاء الجنود الذي كان ذنبهم الوحيد أنهم أجبروا على لبس الملابس العسكرية ( والبسطال الصدامي ), وتم ترحيلهم في سيارات ( الأيفة ) حتى وجدوا أنفسهم على الحدود مع سلاح خفيف ( كلاشنكوف )!, ولايشغلهم سوى أولادهم وأمهاتهم وزوجاتهم الذين تركوهم وقلوبهم ( تنزف ) على فراقهم, فقتل منهم من قتل وتم أسر الباقين من قبل الكويتين والسعوديين والأيرانيين, وبعد فترة من الزمن تم أطلاق سراح العديد منهم, فمنهم من بقي في المعتقلات ثلاث سنين وأربعة أو اكثر, الغريب في الموضوع أنه بعد عودة الأسرى لم يعتبرهم النظام الفاشي أسرى!, عجيب هل كانوا في نزهه أم ماذا؟!, وهم عانوا اقسى انواع التعذيب والأهانة في سجون الدول المجاورة!, حتى عادوا الى الوطن شبه معاقين! وأكثرهم لديهم نسبة عجز تزيد على الـ (60% ) بمعنى أنهم غير قادرين على مزاولة الحياة الطبيعية والعمل!, فبقوا في زمن الهدام مشردين بلا حقوق ولا رعاية ولا أي مستحقات تذكر!, وبعد سقوط النظام أستبشروا خيراً بالحكومة الحالية, فظنوا أنهم سيحصلون على مستحقاتهم لأنهم ايضاً من ضحايا النظام, فقاموا بتنظيم ( معاملات ) لغرض الحصول على تقاعد أو مستحقات تنقذهم من التشريد!, وبعد أجراء كافة المتطلبات اللازمة وجدوا معاملاتهم في ادراج دائرة التقاعد مهملة!, والسبب هو أنهم لن يحصلوا على تقاعد لأنه لايوجد قانون يظمن لهم حقوقهم أو أي مستحقات تذكر!, لأنهم محتجزين وليسوا أسرى!. ياسيادة رئيس الوزراء ويا أعضاء مجلس النواب العراقي ويادائرة التقاعد وياوزراة المالية, من لهذه الشريحة المظلومة المشردة التي فقدت صحتها ومستقبلها على ايدي النظام البائد, من يعطيهم حقوقهم؟!, الى أين يذهبون؟!, فهم ظلموا من قبل الهدام فلا تظلومهم أنتم ايضاً, فسجناء رفحاء شردوا على الحدود والحمدلله نالوا مستحقاتهم مؤخراً, ولكن هؤلاء كانوا في الحرب وتم أسرهم وتعذيبهم وأصيبوا بعجز وعاهات دائمة وليس لهم حقوق؟!, حسبي الله ونعم الوكيل.
|