ممارسة الجنس بإسم الجهاد

 

تحت هذا العنوان الكبير المُزين بصورة لفتاتين تونسيتين منقبتين نشرت جريدة " بادتشه تسايتونغ " الواسعة الإنتشار في جنوب غربي المانيا بتاريخ 28.09.2013 مقالاً تضمن اخباراً وتقارير عن الفتيات التونسيات اللواتي يرسلهن فقهاء الإسلام السياسي إلى سوريا لممارسة البغاء مع مقاتلي القاعدة هناك .
لقد تناولت الجريدة ما كان يدور من إشاعات اصبح اليوم حقيقة واقعة تناولتها حتى المؤسسات الرسمية في تونس والتي تحدثت عن " نقل شابات تونسيات إلى سوريا لغرض القيام بعلاقات جنسية مع مقاتلي القاعدة واعوانها هناك ، ليعدن إلى بلدهن تونس وهن حوامل بعد ان مارسن الجنس مع العشرات من الجهاديين بلغ اكثر من خمسين او اكثر من مئة شخص". وليس ادل على ذلك ما اوضحه وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو امام البرلمان التونسي .
لم يزل عدد الفتيات التونسيات اللواتي حولهن فقهاء الإسلام السياسي إلى بغايا إستناداً إلى فتاواهم الهمجية البذيئة بشرعنة هذا البغاء تحت ما سموه " جهاد النكاح " غير معروف لحد الآن بشكل رسمي . إلا ان الجريدة أعلاه تنطلق من إحصاء " اكثر من ستة آلاف شاب وشابة غادروا مطار تونس منذ شهر آذار لهذا العام 2013 . لقد سلك هؤلاء التونسيون والتونسيات الطريق عبر تركيا إلى سوريا لكي يلتحقوا بالمنظمات الإسلامية التي تقاتل هناك ضد نظام بشار الأسد " وحاولت الجريدة إيضاح مصطلح " جهاد النكاح " لقراءها الذين لم يألفوا مثل هذه الحالة من نشر البغاء وشرعنته دينياً والذي بلوره فقهاء الإسلام السياسي الذين لا تتسع عقولهم الظامرة واخلاقهم المتدنية إلا للجنس والجنس وحده الذي يشغل حيزاً واسعاً من مؤلفاتهم وفتاواهم وتصرفاتهم التي تأباها ادنى مستويات الحيوانات.
لقد وصفت الجريدة هذه الممارسة الدنيئة بأنها " غطاء شرعي للبغاء إبتدعته السلفية الإسلامية باعتباره زواجاً مؤقتاً مع احد المقاتلين ينتهي بالطلاق بعد ان يمارس المقاتل الجنس مع هذه الفتاة " لتنتقل إلى مقاتل اخرى وبنفس اسلوب الزواج والطلاق هذا وهكذا تنتقل الفتاة الواحدة بين عشرات المقاتلين لممارسة " جهاد النكاح " الذي جعله فقهاء السلفية الطريق الذي تسلكه الفتاة إلى الجنة . تباً لهم من مجرمين يتلاعبون بالقيم الدينية والإنسانية على هذه الشاكلة الهمجية التي زيفوا فيها كل تعاليم الدين وتجاوزوا من خلالها على المقدسات الإجتماعية التي يسجل الزواج وبناء الأسرة فيها واحداً من معالمها الهامة والأساسية . وتواصل الجريدة قائلة " وبما ان فقهاء الإسلام هؤلاء يُحرِمون إستخدام وسائل منع الحمل ، فإن هذه الحالة ، اي حالة الحمل بعد الممارسة الجنسية ، تصبح امر وقت لا اكثر ولا اقل " . وتتطرق الجريدة إلى مقابلة تلفزيونية مع فتاة عمرها عشرين سنة اسمها عائشة ومن مدينة موناستير تتحدث فيها كيف تعمل شبكات الإسلام السياسي لإقناع الفتيات بشرعية هذا البغاء وصحته دينياً من وجهة النظر الإسلامية فتقول مثلاً " تأتي سيدة بعمر اربعين سنة تقريباً إلى الجامعة بغية بث الفكر الإسلامي بين الطالبات . وينصَّب حديث هذه الداعية الإسلامية على اهمية الجهاد الذي يقوم به المجاهدون في سوريا والذي يمثل الوجه الحقيقي للإسلام كما انها تمتدح العمليات الإنتحارية . إنها تتحدث عن الواجب الديني الذي يجب ان يموت المسلم دونه والذي يدافع به عن الدين حتى يمكنه ضمان الجنة . لقد طلبت منا ان نغطي كل اجسامنا ونقطع دراستنا ونلتحق بمدرسة القرآن التابعة لها مجاناً ، وتواصل عائشة التي طلبت عدم ظهور وجهها امام الكاميرا ، باستجابة ثمانية عشر فتاة لهذه الداعية الإسلامية ، بعضهن كان دون سن الرشد . وبعد مرور بعض الوقت تقترح هذه الداعية على الفتيات ان يساهمن في الجهاد في سبيل الله . ولغرض توضيح كيفية هذه المساهمة تقدم الداعية الإسلامية إقتراحين يمكن للفتيات ان يخترن واحداً منهما . ألإقتراح الأول هو ان تفخخ الفتاة نفسها وتقوم بتنفيذ عملية إنتحارية والثانية ان تمارس الزواج المؤقت مع المقاتلين فتساهم بذلك في تقليل عبئ الحرب علىيهم وإعطاءهم المزيد من القوة لمواصلة القتال والإنتصار على العدو" وتستمر الجريدة نقلاً عن عائشة فتقول " لقد وافقت عائشة على ذلك ، وقبل موعد السفر المقرر بقليل راودها الشك في هذا الأمر وافضحت لوالدتها بذلك وبقيت في تونس " .
هذه الطامة الكبرى التي حلت بالمجتمعات الإسلامية من خلال المتاجرين بالدين والراكبين على القيم الإجتماعية التي لا زالت تلعب دوراً حاسماً في بناء المجتمع والعلاقات الأسرية والتي تتصدرها بنية العائلة باعتبارها الخلية الأساسية والأولى في بناء المجتمع . فكيف يريد تجار الجنس هؤلاء ان نرتقي بمستوى هذا المجتمع من خلال بناء عائلته السليمة وهم يضخون في المجمع اطفالاً لا تربطهم علاقات إجتماعية بعوائلهم بالنظر لجهل هؤلاء الأطفال وامهاتهم بالنصف الثاني المكمل للعائلة وهو الأب الذي انجب هذا الطفل ثم رمى امه بكل ما يحويه جوفها من حياة إلى المجهول الذي لا يهمه منه شيئ طالما اشبع هو رغبته الحيوانية .
إن الحكومة التونسية التي يقودها اليوم حزب النهضة الذي يدعي الإنتماء إلى تعاليم الدين الإسلامي هو الذي فسح المجال امام فقهاء الإسلام السياسي هؤلاء ليعيثوا بارض تونس الطيبة انواع الفساد ويرتكبوا بحق شعبها الكريم المناضل ابشع الجرائم الخلقية التي يندى لها جبين الإنسانية والتي قدمت الشعب التونسي للعالم وكأنه شعب لا علاقة له بحضارة القرن الحادي والعشرين من عمر البشرية وانه لا يزال يعيش تحت وطأة قوانين القرن السادس الميلادي .
إلا ان الشعب التونسي العريق بنضاله ، الشعب الذي تغنى بنشيد : إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر، سيستجيب له القدر رغم جبروت الطواغيت واستهتار تجار الدين وسيكنس كل هؤلاء االأوباش من ارض وطنه التي لا تهدأ على ظلم ولا تستكين لجور حتى وإن تغنى الظالمون بالإسلام وتبجحوا بالإيمان ، كما يفعل الغنوشي ورهطه اليوم ، فإن كل تبجحاتهم هذه وكل ما يسخرونه من نعاج الإسلام السياسي وفقهاءه لقهر الشعب التونسي الذي تشهد له سوح النضال الوطني سوف لن تجديهم نفعاً وسوف ينتصر الشعب بكل قواه الوطنية التقدمية وبكل الدماء الزكية التي اشعلها شهداؤه الأبرار ناراً بوجه المتخلفين من رواد وفقهاء الإسلام السياسي ، وإن غداً لناظره قريب .