حين سقط تمثال السيد الرئيس السابق (حفظه الله ورعاه!) في ساحة الفردوس دون أن يقول له أحد"إصملّله!"،خرجت عشائر "الحسناء والوحش" الى العالم الديمقراطي الجديد الذي كان محبوسا في حاضنات الخدّج،وكما يتسابق السرّاق،تسابق الجميع للوصول الى ساحة النصر للاحتفال بسقوط السيد الرئيس السابق(حفظه الله ورعاه!)،كان فيما مضى لدينا سارق واحد وعشيرة واحدة هي من تمارس الحرمنة الوطنية،الان اصبح لدينا ملايين السراق وملايين العشائر التي تمارس الوطنية المالية من موقع أدنى،العلامة الفارقة الكبيرة التي اتسمت بها الديمقراطية العراقية هي فقدان الثقة بين الجميع!. النخبة السياسية تحوّلت تدريجيا الى التصرف مثل"المافيات" بعد أن أتاح لها الحظ الأكَشر السيطرة على الوضع العراقي بالكامل بوجود طرف قوي هو الاميركي الرابح الاول والأخير من كل مايجري داخل العراق،لهذا كانت السلطة والنفوذ والمال،لهذا كانت النخبة السياسية هي أساس الواقع الهزيل الذي يمر به العراقيون بكل ماهم فيه الآن من ترقب انفجاري وطائفية موزعة حسب الرقعة الجغرافية،انتجت هذه النخبة السياسية ازمتين للثقة:أومة ثقة بين الفرقاء أنفسهم،وأزمة ثقة بين الشعب والفرقاء،مع ضرروة عدم اعتبار الثقة لاصقة سحرية توضع أسفل أقدام السياسيين او تحت أحذيتهم الأجنبية!!. أزمة الثقة جعلتنا أشبه بالعوران،حوّلنا الجناية الى جنحة،والجنحة الى مخالفة،والمخالفة الى عدم الالتزام بالقواعد المرورية،وصادف مرور احد المواطنين الدايخين أمام موكب أحد السادة المسؤولين مما أدى إلى سحله على الشارع من أجل الحفاظ على هيبة الحكومة،فيما تم غلق التحقيق لمجهولية الفاعل وقيدت الجريمة ضد فاعل مجهول كالعادة وطولب ضابط التحقيق ببذل أقصى الجهود للتعرف على الجاني الذي يختبيء خلف الزجاج المظلل والعوينات السود التي تخفي نصف وجهه داخل كتلته البرمائية!!. أخي المواطن الكريم:نعمل من أجل خدمتك في عراق خالٍ من كل شيء،رصيدك تأكله شركات الإتصالات التي اتفقت على خط توصيل لسرقته بالكامل،بينما ارصدة السياسيين تنتظره في سويسرا ورصيده بانتظار هروبه من سجن العراق الكبير!!. أخي الكريم عليك وأنت تواجه مصيرك الأسود وحيداً مثل بطة بيت إشنيور أن عين الشعب بصيرة ويد الشرطة قصيرة وعلباة السياسي كبيرة!!.
|