يا لقمان !!! هل ادلك على تجارة لن تبور

 

 

منذ عام ثمانية وثمانين من القرن الماضي ، ضمت مملكة النفط تحت عباءتها المذهبة الوارفة خطاطا سوريا قدر له - بعد ان تَسعودَ - ان يصبح في بضع سنوات نارا على علم ، ليس لتفرده في فن الخط العربي الساحر ، انما لكتابته مصحف المدينة الذي انتشرت طبعته في مشارق الارض ومغاربها ، بخط عربي مبين ابتعد عن قواعد النسخ التقليدي بقدر ما اقترب من قلوب قراء القرآن الكريم فلا يكاد يخلو منه بيت مسلم . ولعل خطاطنا القدير "عثمان طه" وهو يقترب من عتبة الثمانين ، سجل رقما قياسيا في خط المصحف الشريف ، حيث كتبه عشر مرات على الاقل . وبحسبة بسيطة استطيع ان ازعم بان عثمان امضى عشرين سنة على الاقل في كتابة هذه المصاحف التي يستغرق كتابة الواحد منها سنتين على الاقل مطمئنا الى تكاليف الحياة . وقد تشرفت بضربة حظ قد لا تتكرر بلقاء شقيقه في دمشق منتصف التسعينيات فتطرق الحديث للخطاط عثمان الذي أغدق عليه شيوخ المملكة وامراؤها بسخاء فعاش بين اكنافهم معززا مكرما والى يومنا هذا امد الله في عمره . وعرفت من شقيقه وهو الاخر خطاط مبدع انهما من مواليد ضاحية حلب وان اخلاقه الرفيعة تليق بشخص يخط اشرف القول . يتضح من هذه المقدمة ان مملكة النفط التي نصبح بلعن اولياء امورها ونمسي بسبهم استطاعت بحكمة ان تسد فراغا كبيرا كانت تعاني منه ، فالحقت بها خطاطا سوريا يُقرأ المصحف الشريف الذي خطه يمينه في ايران والعراق الى الصين شرقا و الولايات المتحدة غربا . مع تاكيدي ان قدسية القرآن لا يحط منها سوء خط ولا يزيدها حُسنه مثقال ذرة ، فاني اشعر بمرارة ما بعدها مرارة عندما ارى نعمة خص الله بها العراق دون سواه فاضاعها كما اضاع من قبلها ويضيع ما بعدها . اخي القدير ، سفير جمهورية العراق في واشنطن ، ليس بعيدا عن مقر سفارتك الموقرة يقيم "عباس البغدادي " وهو اشهر من ان اعرفك به وبعبقريته المتفردة ، وحسبه انه اختير ولاكثر من مرة ضمن قائمة تضم ٥٠٠ شخصية ذات تاثير على الشعوب المسلمة ، ولم يسبق لخطاط ان دخل هذه القائمة التي يحتكرها الساسة والاثرياء في الغالب . فطلابه يتوزعون على ارجاء المعمورة كافة ينتهلون من فنه الرفيع الذي شكل ظاهرة فريدة يشهد لها كل من له ادنى صلة بعالم الخط . واسمح لي بان اتجاوز الاتيكيت قليلا و اقترح عليك ايها الصديق الجليل وانت اعرفنا بقيمة القران و بريادة العراق و بفضل هذا البلد على صيانة وتطوير هذا الفن الاصيل ، ان تطرق باب البغدادي بكفك الكريمة وتقتحم عليه ورشته المتواضعة من دون قاط ورباط ومن دون سابق اشعار وتستمع اليه باذن قلبك فان لديه الكثير مما سيقدمه لـ "مصحف العراق" القادم ان شاء الله على يديك . انها فرصة العمر فاهتبلها لعقد صفقة مربحة مع الله والعراق قبل فوات الاوان . وما خاب من تاجر مع الله والعراق فتلك تجارة - وأبيك - لن تبور . ولئن يكتب الله على يديك هذا الفتح المبين خير لك مما طلعت عليه الشمس ، ولقصاصة ورقية ملطخة بسواد حبر هذا المشروع المبارك ، لأنصع من اوراق اعتماد قدمت لسيد البيت الابيض ستكون هباء تذروه الرياح في الغد القريب . وشكرا لحسن اصغائك