لماذا لا تنجح مثل هذه الانتفاضات والثورات في العراق.. وهل العراق استثناء ؟ |
حَدثت وتحدث الكثير من الثورات في شتى بقاع الأرض، ومؤخرا وليس آخراً، حدثت ثورات في أجزاء من وطننا العربي الكبير، لأسباب (شرارات) منها، شاب يحرق نفسه لعدم وجود وظيفة، أو ارتفاع مستوى الأسعار، أو ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، أو انتهاك الحريات الشخصية، أو الإقصاء والتهميش، أو تدني مستوى المعيشة وزيادة نسبة الفقر، وغيرها الكثير من الشرارات. وآخر ما طالعتنا به وسائل الإعلام المظاهرات العارمة في السودان بسبب رفع سعر المحروقات، النفط ومشتقاته، ونجحت كل هذه الانتفاضات والثورات، إلا في العراق فلماذا ؟ لا يوجد بلد في العالم عانى أو ذاق المُر مثلما ذاقه العراقيون، بسبب الحروب التي، إما أن تكون فُرِضت عليه أو مشى هو إليها بنفسه. فلا ننسى الشهداء الذين سقطوا في حروب ما قبل الاحتلال الأمريكي للعراق، ولا ننسى الحصار اللعين الذي أكل لحم العراقيين ونخر عظامهم، ثم جاءت سنة 2003 ، وما أدراك ما هذه السنة اللعينة المنحوسة، حيث تم احتلال العراق، وفرح بعض العراقيين، ولا أقول الكثير أو القليل لأن هذا ليس هو موضوعنا، أقول فرحوا برؤية مظاهر الديمقراطية من الستلايت والفضائيات والصحف والموبايلات، ولكن يا الفرحة لم تكتمل، فقد تدمرت البُنى التحتية، ونُهبت أموال العراقيين، وسُرقت آثارهم ومخطوطاتهم وأرشيفهم، واستشهد أكثر من مليون وربع المليون عراقي وتعوق الكثير وترملت أكثر من مليوني امرأة وأصبح لدينا خمسة ملايين طفل يتيم، وتدهورت الصحة والزراعة والصناعة والتعليم، وانعدم الماء الصالح للشرب، وغادرتنا الكهرباء إلى غير رجعة. ازداد الفقر، وانتشر الفساد المالي والإداري، وكثر السراق، وبنى الناس بيوتهم في المقابر وتحت الصفيح، وانتشرت أمراض السرطان والتشوهات الخلقية و…. و. مشاهد قتل الأخ لأخيه والجار لجاره أصبحت روتينا يوميا، لا القاتل يعرف لماذا قتل أخيه ولا المقتول يعرف لماذا قام أخوه بقتله، كل ذلك وغيرها من المآسي حدثت والشعب لا ينتفض ولا يثور. فإذا انتفضت محافظات الجنوب والفرات الأوسط، سكتت محافظات الوسط والغرب، وإذا انتفضت محافظات الوسط والغرب سكتت محافظات الجنوب والفرات الأوسط، والذين يعتلون المنابر هنا وهناك يُنفذون رغبة وطموحات الساسة الجُدد من حيثُ لا يشعرون، من خلال الشحن الطائفي. مربط المقال او مربط الفرس، كما يقول أهلنا، إن انقسام الشعب العراقي، وللأسف، طائفيا بسبب الاحتلال وعملائه هو الذي يجهض أي ثورة أو انتفاضة. اصحوا يا أحبتي وأهلي العراقيين، وإلا ستستمرون تأكلون لحم بعضكم بعضا إلى قيام الساعة.
|