مدينتي خضراء و حمراء

 

مشهداً دموي يسود الشارع العراقي بين قتيل وجريح وأستهانةً بدماء ألأبرياء ومشهداً يعكس مدى تواطىء المسؤولين في المنطقة الخضراء وعجزهم عن أيقاف نزيف الدم العراقي منشغلين بصراعاتهم السياسية حول المناصب و محاصصاتهم التي عثت بألارض فساداً . أجواء من السعادة والترف داخل المنطقة الخضراء ومن يسكنها بأعتبارها مدينة ألأثرياء والشخصيات المهمة لا يحق للفقراء دخولها و التجول بين شوارعها , ومدينة حمراء يتلبدها دخان ألأنفجارات ومجالس العزاء بين شارع والأخر وأجواء ساخنة مرعبة يعيشها أبناءها ، وهذا نتاج طبيعي للحالة التي يمر بها مواطني بغداد دون أستراحة للمواطن يستطيع من خلالها جر نفسً عميق , من الواضح أن هذا ألأنقسام في بغداد بين منطقة حمراء وخضراء يفسر في وجود تناقضات واختلافات كأختلاف الجنة والنار بين أصحاب المعالي والمناصب والأمتيازات والناس البسطاء الذين يعيشون الخوف واليأس والقلق من الهاجس ألأمني , ففي الفترات ألأخيرة أزدادت حالات الرعب أكثر من السابق واصبح القتل هوايةً يتفننون بها ألأرهابين لا يخرج من دائرتها حتى ألأطفال ألأبرياء دون أن يحرك ساكن المسؤولين وأصحاب الرأي والقادة الميدانيين ألأكفاء ! , كل هذه الحالات جعل المنطقة الحمراء أن تستعار لها أسماً أخر كـ ( منطقة الموت والجحيم ) . يبدوا أن السلطة والمال قد غرت الذين أختارهم الشعب ليمثلوه ويوفروا له جزاً من ألأمن ويرفعوا عنه المعاناة التي يعيشها , مما جعلهم يتناسون أن هنالك شعباً ينتظر منهم العمل من أجل العيش بأمان لا العيش بخوف ودمار. الحقيقة مؤلمة في مشهد بغداد اليوم بعد أن كانت قبلة العالم وقلعة ألأسود ومدينة السلام , بغداد التي تغزل بها الأدباء وهام بحبها الزائرين وعشاق الكتاب , أصبحت مدينة الرعب والقتل لا مكان فيها للفقراء يتوغلها ألأرهاب بين أزقتها .