الحاج بحاجة الى طبيب نفساني

 

 

 

 

 

 

للأسف أن الثقافة العربية ومنها العراقية تعد مراجعة الطبيب النفساني من الأمور المخجلة، إذ أن هذه المراجعة تعني أن الزائر لعيادة الطبيب النفساني " مجنون " ، أو " مخبل "، أو "سويج " مثلما نقول باللهجة العراقية، لذا فان الشخص الذي يعاني من مشاكل نفسية من الممكن أن تسوء حالته تدريجيا ليصل فعلا الى درجة الجنون بسبب عدم مراجعته لعيادة الطبيب النفساني.
أعراض الحالة النفسية تكون واضحة للشخص المصاب بها أولا ، ومن ثم تكون واضحة للآخرين من أفراد عائلته وجيرانه وزملائه في العمل وأقلها العصبية الزائدة التي تصل الى حد شتم الآخرين بمناسبة ومن دون مناسبة، أو من خلال أحاديثه غير المتزنة.
أيضا حينما يعتقد المصاب بمشاكل نفسية أن الآخرين هم المجانين فمثلا يعتقد وليد طبرة مسؤول العلاقات في الاتحاد العراقي لكرة القدم أن اللاعبين العراقيين المغتربين هم مجانين لأنهم يفكرون بتمثيل المنتخبات الوطنية العراقية ويحاول بشتى الطرق أن يمنع وصولهم الى هذا الهدف، أي هدف تمثيل العراق، بلدهم الأصلي الذي دفعت ظروف عوائلهم السياسية، أو المعيشية الهجرة منه بينما كان الحاج طبرة يتمتع بامتيازات المقبور " عدي ".
شخصيا لم أتفاجأ من التصريح الذي أطلقه السيد أسعد الساعدي مسؤول لجنة اللاعبين المغتربين في الاتحاد العراقي لكرة القدم عبر برنامج ستوديو الملاعب الذي يقدمه الزميل حيدر زكي في القناة البغدادية مؤخرا، إذ أنني سمعت وقرأت تصريحات ومواقف سلبية صدرت من الحاج وليد طبرة تتعلق بهذا الموضوع حينما بدأ مشوار الاهتمام باللاعبين العراقيين المغتربين.
ان أردنا تسليط الضوء على المشكلة الكبيرة التي تحدث عنها الساعدي في هذا البرنامج فسيتضح لنا أن الحاج بحاجة الى مراجعة طبيب نفساني بما لا يقبل الشك، فالشتائم التي أطلقها على الساعدي وأمه وأخته وزوجته وعشيرته، فضلا عن شتمه ناجح حمود رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم " أنعل أبوك لا بو ناجح حمود الذي عينك رئيسا للجنة اللاعبين المغتربين"، وبعض الألفاظ الأخرى التي نخجل من تدوينها في هذه المقالة، وبحضور أعضاء مهمين من الاتحاد العراقي لكرة القدم هما نعيم صدام وكامل زغير، فضلا عن موظفين من قسم العلاقات يدلل على أن الحالة النفسية للحاج أصبحت متدهورة جدا.
الشتائم ليست جديدة على الحاج، إذ أنه شتم ناجح حمود من خلال شاشات التلفاز وعبر مقالات كثيرة تحدث فيها عن فساد الاتحاد وبالتحديد فساد حمود. كان ذلك قبل الانتخابات التي فاز فيها حمود بمنصب رئيس الاتحاد، لكن الشارع الرياضي تفاجأ بعودة الحاج الى مقر الاتحاد بمناصب عديدة مع أنه بغض النظر عن هذه الشتائم ساهم مساهمة كبيرة في عرقلة احتضان البصرة لبطولة خليجي 21 حينما أثار زوبعة اليورانيوم ( الذي تعاني منه مدينة البصرة)!!.
السؤال الخطير الآن : ما السر الذي يربط ناجح حمود بالحاج؟
من حقنا أن نذهب الى تفسيرات سلبية عديدة تجعل الحاج في هذه "المنزلة" التي أتاحت له شتم رئيسه علنا وبحضور عضوين من أعضاء الاتحاد. من حقنا أن نسال مثلا : هل أن الحاج يمتلك أدلة فساد مالية، او ادارية، أو قانونية ضد ناجح حمود، أم ما وراء الأكمة يا أبا سلام؟!.
سمعت تعليق السيد كامل زغير عضو الاتحاد في البرنامج نفسه وهو الذي حضر وسمع الشتائم كلها، أو بعضها وقد قال : ان الاتحاد قرر تشكيل لجنة تحقيقية لمتابعة المشكلة التي حصلت بين الحاج والساعدي، لكنه استدرك قائلا : ان الرجل، يعني الحاج، مريض.
نحن هنا نشاطر زغير ونؤكد على أن الحاج مريض فعلا ، لذا نعتقد أن الرجل بحاجة الى الراحة التامة من خلال الجلوس في بيته ومساعدته في ايجاد طبيب نفساني معروف لأن حالته النفسية أصبحت في وضع خطير.
نصيحتي للحاج هي أن يذهب فورا للطبيب النفساني فذلك ليس عيبا... العيب هو أن يستمر تدهور وضعه الصحي وبالتالي سيجد نفسه في الشارع والناس من حوله تهتف : هه هه مخبل .. وليد المخبل .. هه هه مخبل.