نصف الحكاية

 

 

 

 

 

 

في أيامنا هذه والتي اختلط فيها الحابل بالنابل مستعد أن أقبل كل الآراء بصدر رحب ، إلا رأي واحد يستفزني باستمرار ، هو الرأي الذي يتحدث اصحابه عن شئ ما أو موقف ما ثم يعلق قائلا : " ان البلاد في طريقها الى الهاوية " يا سادة ياكرام دعوني ابشركم ان العراق غادر حافة الهاوية واستقر في قعرها منذ عام 1990 .. أسمع من يقول لي : " لا منذ حرب ايران عام 1980 " وثمة من يرفع صوته عاليا : " العراق وقع الهاوية منذ ان ان قرر العسكر القضاء على النظام الملكي وتعطيل الحياة النيابية " ولم يكمل حديثه حتى وجدت من يقول بيأس واضح :" ارجوكم لاتذهبوا بعيدا لقد وقعنا في قعر الهاوية منذ اليوم الذي قرر فيه اشاوسنا الكرام تسليم السلطة الى خطيب التغييروفيلسوف العراق ابراهيم الجعفري " بعدها سمعت احدى الزميلات تقول :" العراق منذ بدء التكوين وهو ينحدر نحو الهاوية باقصى سرعة ، وسط بحور من الدم وعقود طويلة من الظلم والخراب " .. بعد هذا الكلام كنت مضطرا لان اوقف مزاد التكهنات ، وان اكتفي بان اوجه طلبا بسيطا للسادة اصحاب خطب الهاوية : قولوا ما تشاؤون ، وغردوا بما يحلوا لكم .. لكن ارجوكم لاتحذرونا من الهاوية التي تنتظرنا .. ليس مهما من قادنا اليها ، المهم أن نتأكد جميعا أننا نعيش في ظلها قولا وفعلا ، وهذه بداية العلاج من أمراضنا المزمنة ، لعلنا يوما نقود بلادنا نحو مكان بعيد .. وبعييييييد جدا عن الهاوية التي يدفعنا اليها بكل عزيمة واصرار الحاج ابو اسراء .


من يوميات "نصف الحكاية" للكاتب علي حسين