لم تكن الهدايا الثمينة التي جلبها الحاج رحيم من الديار المقدسة كافية لكثرة أعداد المهنئين ، الذين لم يكتفوا بزيارته فقط بل جلبوا معهم الهدايا ، لعدم تعود حجاج أيام زمان شراء الهدايا لمهنئيهم من الأسواق العراقية .اعتذار الحاج عن قبول الهدايا ووزع لزواره المتاخرين نعل أسفنج وهي آخر ما بقي عنده !. ضجة صاحبها صخب إعلامي ، تحليلات برزت وادوار بطولة نسبت إلى سين وصاد ، أبحاث ومقالات كتبت ، الكل يحاول ان يجد سببا أو مبررا لدوران عقرب السياسة الأمريكية ١٨٠ درجة ، بدلا من التهديد بضرب سوريا وتصفية محور المقاومة والتحول لتصفية الحساب مع إيران ، تحول الوضع إلى غزل إيراني أمريكي رسمي وهواتف فتحت بين الرئيسين روحاني واوباما . لقاء عقد جمع كيري وظريف 99% من التحليلات والمقالات والأبحاث أرجعت سبب الانفتاح ونهاية التهديد إلى دور محوري للرئيس الإيراني روحاني ، لقد كان روحاني مؤثرا فعلا ، لكنه لم يكن لوحده سببا في إنضاج الطبخة ، الصحيح أيضا ان روحاني جزء من نظام حكم الأمر المطلق والقرار النهائي فيه بيد المرشد . سوريا فاوضت على مخزونها من الأسلحة الكيماوية ، إيران قبلت بالتفاوض الجدي على درجة تخصيب اليورانيوم لبرنامجها النووي ، أي أن لدى سوريا وإيران أسباب قوة يعرفها الغرب أكثر منا ، هذه الأسباب هي من أجبرت الغرب على الرضوخ لهما ترى هل يملك العرب عوامل قوة ؟ . لم يكن للحكام العرب مصدر قوة لردع الآخرين وإجبارهم على الرضوخ للإرادة العربية ، بالعكس من ذلك فاغلب الحكام العرب يظنون ، أن صداقة أمريكا طوق نجاتهم ، الصحيح عكس ذلك ، تاريخ السياسة الأمريكية يقول: إنها لا تحترم الضعيف وليس لديها صاحب ثابت عدى إسرائيل . دعونا نعدد أسماء حكام كانوا اقرب لأمريكا من حبل الوريد وتخلت عنهم بعد ان انتهى دورهم :شاه إيران ، ماركوس في الفلبين ، نوريغا في بنما ، صدام حسين وحسني مبارك والقائمة تطول ، بينما نجد ان أمريكا عملت ما بوسعها للتخلص من كاسترو وشافيز لكنها لم تنجح !. النفط المنتج من الصخر الموجود بغزارة في أمريكا ، وعودة العراق بقوة إلى أسواق النفط جعل من قوة العكل العربية المنتجة للنفط والتي كان النفط مصدر قوتها بالتفاوض اخذ بالانحسار . حاول جمال عبد الناصر على الرغم من المآخذ التي عليه ان يبني للعرب قوة بوحدتهم ويبني لمصر قوة عسكرية ، لكن العكل العربية. الخليجية كانوا في مقدم من تآمر عليه ، ليتلقى صفعة خسارته لحرب السابع من حزيران ليموت بعدها حزنا وكمدا ، بعدها ساعدت العكل العربية رعونة وعناد ودكتاتورية صدام وتمكنوا من التخلص من سلاحه أولا ومنه أخيرا . اغرقوا بعدها عراق ما بعد صدام ببحور من دم وأزمات ، كي يبقى العراق ضعيفا مكسور الجناح، لتتصدر العكل الخليجية المشهد السياسي العربي . أي عروبة وجامعة عربية تغيب عنها قراراتها المؤثرة مصر والعراق وسوريا وليبيا ؟.لتصبح قرارات العرب بيد صبيان الخليج ولئامهم . لا تستغربوا من التسريبات الإخبارية من ان بعض الساسة الخليجيين زاروا إسرائيل أخيرا والتقوا نتنياهو في أمريكا من اجل تشكيل محور ضاغط لمنع تقرب إيران من أمريكا ، فما كانوا يمارسونه في السر بات يمارس في العلن !. الحكام الخليجيون خاصة يعملون بالإنابة عن الغرب وإسرائيل وهم مكلفون بواجب نزع كل أسباب القوة من العرب ومقاوميهم ليجعلونهم اسودا دون أنياب ومخالب . هل سمعتم عن امة متمثلة بحكامها غير العرب يتآمرون على مصادر قوتهم وعزتهم !. صحيح ان زمن أحادية القطب الأمريكية ولى بعودة الروس والصينيين ودول البيركس ، والصحيح أيضا ان قوة إيران العسكرية وبرنامجها النووي هو سبب رئيسي لتغير واشنطن سياستها تجاهها. للحكام الخليجين مصدر قوة ، هو اخرما سيقدمونه قربانا لتباركهم أمريكا. بالأمس القريب قدموا لحى العرب الأفغان - هم العرب الذين جندتهم المخابرات السعودية والأمريكية بالتعاون مع باكستان ومصر لمحاربة الروس في أفغانستان - بعدها تركوا طالبان الأفغانية ولحى رجالها عرضة للجز بالمقص الأمريكي . العكل الخليجية هي أول ضحايا التقارب الأمريكي الإيراني ان حصل. يا لخيبة العكل الخليجية واوردغان ، الذين لم يبق بين أياديهم شيء يفاوضون عليه غير لحى السلفيين التكفيريين وطناجر المجبوس مثلما لم يبق لجارنا الحاج رحيم غير نعل الإسفنج ليوزعها لزواره ومهنئيه .
أسد دون مخالب وأسنان أضحوكة للكلاب..
|