جيوب مالكية!!

 

المثل القائل " لا تبصق في بئر فقد تعود لتشرب منه الماء"؛ فيه كثير من العبر سيما وأننا نعيش في عصر التقلبات والازدواجية ما يتطلب التعلم من هكذا أمثال. ولعل ما تأثرت به عند قراءتي هذا المثل ما ذكرته وسائل الإعلام عن أسباب الزيارة التي أجراها السيد رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي, الى اسطنبول المستغرب انه ذهب وسيطا للمصالحة بين رئيس الوزراء العراقي ونظيره التركي, بعد قطيعة وصلت كسر العظم وتعلقت عليها مصالح بلدين جارين. ليس الغريب ذهاب النجيفي إلى تركيا فالرجل كان متواصلاً بعيادتها بمناسبة وغير مناسبة, دأب على ذلك دون ان نعرف لا سبب زياراته المتكررة هذه ولا نتائجها, وفي والمستغرب انه كان قبل أشهر عميل من طراز خاص وعراب الاحتلال العثماني الجديد للعراق هكذا وصفته قنوات المالكي بنشراتها, والأكثر غرابة من ذلك التصالح مع تركيا وهي من كانت إلى وقت قريب تحاول التدخل في الشؤون العراقية وهذا خط احمر بالنسبة للجماعة المالكي, طبعا هذه التصريحات كانت صادرة من كبار مساعديه. المشاكل الجمة التي افتعلها رئيس الوزراء العراقي مع رئيس مجلس النواب كانت لها أسبابها سيما وإنهما متنافسان رئيسيان للظهور الإعلامي, أما أن نتفاجأ وبين ليلة وضحاها بذهاب الأخير لتسليك الطريق أمام الأول, فهذا يعني واحدة من اثنين أما اتفاقهما على شيء مريب, وبالتأكيد لمصلحتهما الشخصية فلا يعقل أن يتصارعا من اجل المواطن فهو إلى وقت قريب كان خارج حساباتهما, أو إن احدهما كان على خطأ والأخر على حق ومهما كان فالنتيجة واحدة, ازدواجية وضحك على الذقون, فما عدا مما بدا . على رئيسي الوزراء والنواب توضيح الأسباب والمبررات وبنود الاتفاق ونتائج سفر النجيفي إلى تركيا وما هي التنازلات التي قدمناها هذه المرة وعلى أي مكسب شخصي سنطلع. الجيوب الأنفية حالة مرضية معها يفقد الإنسان قدرته على التنفس, يمكن للطب معالجتها أما الجيوب المالكية فحالتها مستعصية لا ينفع معها إلا الاستئصال وهذا متروك لأهل الشأن والحل. قالوا قديما إذا امتلئت البطون فرغت العقول سلامي لدعاة التغيير.