المالكي يتوسل إلى.. أمريكا

 

هل تنجح محاولات المالكي بضمان الترشيح لولاية ثالثة بذهابه إلى أمريكا ولقاءه الرئيس الأمريكي باراك أوباما أثناء زيارته الوشيكة إلى واشنطن نهاية الشهر الحالي ؟ بعد أن رفضت الإدارة ألأمريكية طلباً لرئيس الوزراء نوري المالكي بلقاء الرئيس الأمريكي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك ،فكان احتمال الزيارة في شهر أيلول الماضي ولكن الزيارة قد لغية مما حدا أن يكون الوفد العراقي برئاسة نائب الرئيس خضير الخزاعي . وهذا الرفض الأمريكي نابع من استياء الإدارة الأمريكية من أداء المالكي بإدارة الحكومة الحالية التي ساهمة بشكل مباشرة من توليه لولاية ثانية ، بأن لا تعطي انطباعا عن دعمها له في ظل اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية العراقية العام المقبل .
لقد حاول بعض المسئولين العراقيين من التوسل إلى الإدارة الأمريكية بقبول زيارة المالكي إلى واشنطن لمتابعة وبحث بعض الملفات ومنها التسليح الأمريكي للعراق وبرنامج تبادل المعلومات والتنسيق الأمنيين بخصوص التحركات الإقليمية للجماعات الإرهابية .وقد صرحت بعض المصادر أن رئيس الوزراء سوف يبحث مع الجانب الأمريكي ملفات تتعلق بالشكوى العراقية من تلكؤ واشنطن في تنفيذ عقود التسليح العراقي من الولايات المتحدة وخاصة ما يتعلق بصفقة الطائرات المروحية التي تعد حاسمة لمواجهة الجماعات الإرهابية المسلحة ، والتي تلكأت لأسباب سياسية .مما حدا بالحكومة إلى عقد صفقة مع الجانب الروسي لتزويد العراق 40 طائرة مروحية والتي زوت منها بالدفعة الأولى .وتشعر الحكومة العراقية بالقلق من أعاقة صفقة أخرى كبيرة هي صفقة الطائرات المقاتلة من نوع أف 16 المحسنة والبالغ عددها 37 طائرة مجدولة للتسليم نهاية عام 2014 . وكذلك تطالب الحكومة العراقية الولايات المتحدة بسد الثغرات الإستراتيجية في النظام ألامني العراقي المتمثل بنقص الغطاء الجوي وفقر العمليات الاستخبارية عن الجماعات الإرهابية التي تتمتع بمقدرة على التحرك الإقليمي لا تتوفر للقوات العراقية . ولمتابعة تبادل المعلومات عن تحركات الجماعات الإرهابية عبر الحدود الإقليمية وخاصة مع الجانب السوري . وان العراق بحاجة ملحة إلى غطاء صاروخي يؤمن الدفاع عن الأجواء العراقية في حال تمدد التهديدات الأمنية من سوريا إلى العراق . 
قد يتصور البعض أن تلك الملفات الأمنية التي سوف يبحثها المالكي في لقائه مع الرئيس أوباما ملفات تصب في خدمة العراق وان يكون للعراق قول مسموع في الأزمة السورية لسببين أولهما أنها ستكون أول المتأثرين بتطورات الإحداث ألأمنية وثانياً دفاعاً عن المبادرة السياسية المعتدلة التي تريد تجنيب المنطقة المزيد من التوتر وأعمال العنف ، ولكن ما نجده أن تلك الزيارة هي بمثابة التوسل إلى الجانب الأمريكي بالموافقة على منح المالكي الضوء الأخضر بتوليه الولاية الثالثة بعد أن وجد الرفض الشعبي والبرلماني من توليه الولاية الثالثة . 
أن توسل المالكي بالجانب الأمريكي بدعمه إلى تولي الولاية الثالثة قد لا تجد القبول لدى الجانب الأمريكي مهما قدم من تنازلات وإغراءات للجانب الأمريكي بعقد الصفقات وإعطاء الامتيازات للشركات الأمريكية لان (( ورقته قد احترقت )) كما يقال عند الجانب الأمريكي الذي كان الداعم الرئيسي في توليه لولاية الثانية .وقد يذهب إلى الحليف الأخر الذي سانده في تولي الولاية الثانية ويجد الأبواب مقفلة أمام توليه الولاية الثالثة ولا يجد من يدعمه فعليه أن يرضخ إلى أمر الواقع ولا يذهب للآخرين من أجل التوسل بهم لدعمه من أجل توليه الولاية الثالثة .