هل ينطبق القول ..ليس بالامكان احسن مما كان ؟

 

لا يمكن المرور والعبور دون وقفة جادة، متفحصة ومتسائلة عما افرزته نتائج الانتخابات البرلمانية في اقليم كردستان العراق وما يترتب على تلك النتائج من مدلولات تاريخية وانية ومستقبلية ..ومما هو معروف للجميع ان هناك احزاب تاريخية وطنية وقومية نشأت وترعرعت في خضم النضال القومي والوطني في تلك المنطقة وخاضت مختلف اشكال وانواع الكفاح السلمي والمسلح من اجل نيل الحقوق المشروعة للشعب الكردي ..وقد خرجت من رحم تلك الاحزاب العريقة تكتلات واحزاب جديدة لاتتعدى مطالبها واهدافها الاحزاب الام ولكنها طرحت نفسها كحركات تمرد ترفض الطابع العشائري والوراثي لتتابع تولي قيادة احزابها وكذلك تسلم واستلام الحكم،وكذلك طرحت نفسها كمدافع عن مطالب وحقوق الجماهير الكردية ضد هيمنة العائلة والحكم وضد الفساد واللعب بمقدرات الشعب الكردي والتجاوز على حقوقه هكذا طرحت الاحزاب الوليدة نفسها بغية استمالت الجماهير واستدرار عطفها وتأييدها ،وقد حققت نتائج الانتخابات الاخيرة في الاقليم مبتغاها وما ذهبت اليه من خلال طروحاتها الديماغوغية وحصولها على مراكز متقدمة لا يمكن تجاهلها عند تشكيل حكومة كردستان المقبلة ومن هذه الحركات جماعة كوران (التغيير) والتي يقودها نوشيروان مصطفى ولكن على الجانب الاخر هناك احزاب تاريخية وعريقة ومتجذرة على الساحة الكردستانية خاضت ومنذ الاربعينات نضالا لا هوادة فيه ضد الاضطهاد القومي ومن اجل حقوق الشعب الكردي وضد الاقطاع والقوى الرجعية ومارست على مدى عقود من النضال السلمي والمسلح وعطرت جبال كردستان بدماء خيرة مناضليها وسطرت الملاحم البطولية التي لا يمكن ان تمحى من ذاكرة التاريخ مهما تقادم الزمن.. فالحزب الشيوعي العراقي الذي قاد نضال الشعب العراقي على عموم رقعة العراق الجغرافية من الفاو حتى زاخو ومن ثم تاسيس الحزب الشيوعي الكردستاني في التسعينات من القرن المنصرم وهو الوريث الشرعي لذلك التاريخ المجيد كان الاحرى والاجدر بأحتلال مكانة متميزة ومرموقة بين القوى الناهضة لا ان يتعثر ويصبح في ذيل حصيلة نتائج الانتخابات !، ترى الا يحق لقواعد الحزب وجماهيره ومحبيه ان تسائل قيادة الحزب الشيوعي الكردستاني عن الاسباب التي ادت لتلك الهزيمة المرة وعلى من يا ترى تقع المسؤولية ومن يتحملها وكيف تفسرها وتبررها القيادة امام قواعد الحزب والشعب الكردي والعراقي بشكل عام؟!!.. ان قيادة الحزب الشيوعي الكردستاني تتحمل كامل المسؤولية لما آلت اليه النتائج المخيبة للامال والطموحات وعليها ان تضع الاجوبة والتبريرات الشافية والحقيقية وان تتحمل مسؤولياتها التاريخية وما يترتب على ذلك من الاعتراف الصريح بالهزيمة واستحقاقاتها.