المرجعية ونيابة المعصوم .. بقلم الشيخ عسكر الخطيب

 

 

 

 

 

 


بعونه تعالى اريد ان اتطرق بهذا الموضوع الى امر طالما جهله الناس وهو سبب مشاكلنا الدينية والسياسية في العراق. 
الحوزة العلمية عمرها ناهز الف عام, ورحم الله مؤسسها شيخ الطائفة الطوسي, بعد احداث بغداد رحل واستوطن النجف واسس الحوزة قرب حرم امير المومنين (ع) وهي اكيد نفحة من نفحاته المباركة.
هناك خطان عملا في الحوزة:
الخط الاول: الخط السكوتي والكلاسيكي والذي ليس لديه مشروع يديره في انقاذ الناس من حيرة الظلالة وهذا الخط نوعي لم يتمثل بشخص فحسب بل بمنهج عمل عليه الكثير وقد ذقنا من خلاله الويلات والمرارة بسب سكوته وابتعاده عن الناس وجلوسه خلف الجداران, وفي وقت الازمات يخرجون من البلد ويتركون الناس تعاني الامرين.

وقد شهدنا مرحلة ما بعد سقوط صدام , واريد هنا ان اقيم المرحلتين ما قبل السقوط وما بعده, اما قبل السقوط فالشائع بالحوزة انها تحت الاقامة الجبرية, والحق خلاف ذلك من ان الدولة اعطت الاقامات لهم ويعيشون حياتهم الطبيعية وكلما سالناهم قالوا عليكم السكوت وعدم المساس بالحكم الصدامي, وما عليكم سوى متابعة الدرس والتزام بيوتكم, ولا يهمنكم من امر الناس شئ.

الخط الثاني: هو الخط الحركي (والضي اطلق عليه الحوزة الناطقة) التي تمثلت في العراق بالشهيدين الصدرين وما قاما به من دور اصلاحي لايخفى على احد فبذل الشهيد الصدر الاول مهجته ونفسه واخته فكان حقا حسين عصره في رفض الطاغوت والذي قارع النظام علانية وفضح مخططاته وقال كلمته المشهورة لو كان اصبعي بعثيا لقطعته, وفي خاتمة عمره الشريف طلب منه ان يغادر العراق لكنه رفض واختار الشهادة وختم صفحة من تاريخ العراق بابرز مرجعية شيعية عملت بالجانب السياسي وتحرير الناس من عبودية الطواغيت.
لكن لم نسمع من المرجعية الساكتة شجب او استنكار او رفض او مطالبة بدم السيد الشهيد محمد باقر الصدر فهل الحوزة لم تسمع بذلك وخصوصا المرجع الخوئي الذي كان يمثل الزعامة كما تسمى والشيخ الغروي والبروجردي والسبزواري والحكيم وغيرهم, فالحكم الشرعي هي نصرة المضلوم فهل نصروا محمد باقر الصدر.

ما لا حظته في محمد باقر الصدر فعلا انه قتل من الحوزة قبل السلطة ولو ان السلطة علمت ورائه من يدافع عنه لما قدمت على فعلتها.

وجاء دور الحركة الريادية التي نهض بها في منتصف التسعينات محمد محمد صادق الصدر,ليث كوفان, ولا اريد ان اشرح دوره ونهضته, ولكن السيد الصدر كسر حاجز الخوف ودعاهم لنبذ الخوف وحضور صلاة الجمعة والنهوض معه فلم يجد اذان صاغية فوقف البعض منهم (مرجعيات ووكلاء ووعاظ السلاطين) ضده واتهموه بانه عميل الدولة والاصبع الخامس للحكومة وهو مصطلح المجلس الاعلى وقياداته في ايران فلم يقف معه في مشروعه الا المرجع اليعقوبي دام عزه بل كانت الحوزة السكوتية تحرم الرواتب على طلابه واكثر من ذلك , ورحل المرجع المجاهد الناطق وخلف وريثه الشرعي بوصيته الخاتمة قبل شهادته باشهر قلائل:
والان استطيع ان اقول ان المرشح الوحيد من حوزتنا هو جناب الشيح محمد اليعقوبي. 
والدرس القاسي هنا في الحرب التي شنها الحائري والفياض والاحزاب السياسية ووكلاء المراجع لقتل مشروع المرجع اليعقوبي بعدما تصدى بعد شهادة السيد الصدر ولم يكن احد انا ذاك متصدي والكل مغلق بابه وانا عاصرت هذه الفترة من قلب الحدث وعشتها عن قرب وبعد سقوط صدام الكل رفع راية الجهاد والعمل والحوزة لم تقدم اي مشروع لاسياسي ولاديني للمجتمع مع الخمس الذي يصل المرجعية بالمليارات من الدنانير. 
قدم المرجع اليعقوبي مشروعه الاول جامعة الصدر الدينية في جميع محافظات العراق وهي الان تخرج اجيال من الطاقات ولم تقدم المرجعية الاخرة مشروع اقل منه فضلا عن مثله 
وقدم مشروعه السياسي الحزب تحت رعاية المرجعية وحرم الانتماء للاحزاب التي لاتكون تحت شرعية المرجعية الرسالية وغيرها من المشاريع المهمة كفضائية النعيم المباركة صوت الحوزة في كل بيت والاذاعات في مختلف المحافظات 
فنسال هنا ماهو دور هولاء حتى تلتف حولهم الناس وتقدسهم بغير حق وهذا هو التدجين بعينه الذي مارسته الموسسة الدينية من تقبيل الايدي وقبض الحقوق لاغير 
ايها المجمتع اختاروا قيادتكم المرجعية الدينية الرسالية المتمثلة بالمرجع اليعقوبي دام عزه فان خلاص ماساة الامة بالرجوع اليه