في عام 1958 واثناء محاولة هروب عبد الهادي الجلبي الى خارج العراق بعد ما عمت الفوضى في العراق اثر قتل نوري السعيد وسقوط الملكية القى الشرطي ابو عصام القبض على الجلبي وولديه راشد واحمد وشرط على الجلبي ان يمنحه قطعة ارض مقابل اطلاق سراحه وبالفعل تم ذلك فالشرطي ابو عصام داره في مدينة الحربة الثانية والتي كان اسمها مدينة الجلبي لعائديتها للجلبي . عبد الهادي الجلبي شغل مناصب حكومية و وزارية مع علاقات وطيدة مع الملوك وكثيرا ما كان الملك فيصل يزور الجلبي في بستانه في ساحة عدن ومقابل مطحنته المعروفة باسمه والتي لم يطالب بها الدكتور احمد الجلبي بعد السقوط ، استقر عبد الهادي الجلبي في لبنان وهناك تزوج من لبنانية هي خالة اياد علاوي حيث ام الاخير لبنانية . ومنذ خروج احمد الجلبي من العراق وبعد اكمال دراسته وحصوله على شهادة الدكتوراه في الرياضيات من امريكا وهو يعمل على اسقاط حكومة البعث ، واستطاع تكوين علاقات متينة وقوية مع كثير من اعضاء الكونغرس الامريكي وحتى قيل عنه انه الفتى المدلل او عراب العراق . في مسيرة هذا الرجل محطات كثيرة منها غامضة ومنها تثير الاستفهام والبعض تثير الاعجاب . حيث حالما سقط الصنم لم يشك احد بان الجلبي هو رجل العراق والرئيس المقبول امريكيا ، ولكن مع استبدال جي كارنر بالحاكم بريمر بدأت تتوتر العلاقات مع الجلبي . حياة الجلبي السياسية او التي قضاها في المعارضة كيف كانت وما هو المهم فيها ؟ الكثيرون يعتقدون ان ادارة بوش اقتنعت بطلب الجلبي وشنت الحرب والحقيقة ان قرار اسقاط صدام كان قد وقعه بل كلينتون عام 1998 وجعله ملزم للرئيس الذي ياتي بعده بالرغم من ان بوش الاب كانت قد حانت الفرصة له ولكنه اهدرها لان الانتفاضة كانت شيعية كردية وتحسس بوش الاب كان من الشيعة وليس من الكرد لانه منح للكرد حكما طول فترة الحصار جعلهم اشبه بدولة متقدمة على عكس شيعة الجنوب ، وفي حينها كتب الجلبي اكثر من مقال ينتقد سياسة بوش الاب لإبقائه على صدام في الحكم . وجاء بوش الابن ونفذ القرار الملزم الذي اصدره كلنتون ومع السقوط بدات التوقعات بتربع الجلبي على كرسي الحكم ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن فالاتهامات الموجهة للجلبي كثيرة وأخطرها هي عن مدى عمق علاقته بايران والمسؤولين فيها. وقد ذكرت شبكة «سي. بي. اس» الاميركية ان مكتب مكافحة التجسس يحاول معرفة ما اذا كان الجلبي هو المزود لايران بمعلومات حساسة الى درجة قد تعرض، في حال كشفها، حياة الاميركيين للخطر. وأزّمَ الموقف الجلبي مع فرنسا في نادي باريس عندما طالبها بتقديم الوثائق التي تثبت ديونها على العراق ومن جانب اخر فضح بعض اسماء المرتشين في عملية النفط مقابل الغذاء والدواء وكان بريمر احدهم وبالفعل بدأ الحاكم المدني بمؤامرة للنيل من الجلبي حيث اقتحمت القوات الامريكية مقر حزب الجلبي وداره وكان احد الصحفيين الحاضرين في الواقعة قال والعشرين من ايار عام 2003، كتبت صحيفة «نيويورك صن» مقالا بعنوان: «كيف تخسر الاصدقاء»، علقت فيه على تلك الغارة ، وكيف ان مراسلها الذي كان موجودا اثناء الغارة قال للجنود: ان من تكبلونهم الآن، هم من الموالين لاميركا، فرد احد الجنود قائلا: «بعد اليوم لن يكونوا موالين». ووصل يومها التعليق الى مبنى البنتاغون فأوعز الى قائد العمليات في العراق الجنرال ريكاردو سانشيز ليقدم اعتذارا رسميا الى احمد الجلبي. حادثة بنك البتراء هي العلامة السوداء على قميص الجلبي الابيض التي لم يحسن ازالتها الجلبي ، اصل القضية اتهام الجلبي بسرقة اموال البنك الذي اسسه ويراسه وهذه التهمة هي تهمة سياسية كما يدعي الجلبي واستطاع الهرب من الاردن وذلك بعد تحويل هذه القضية من قبل الحكومة الاردنية الى محكمة عسكرية على عكس القضايا التي على غرارها ، ومن امريكا قام برفع دعوى على الاردن لمصادرتها املاكه في عمان ، توسطت امريكا وبعض الشخصيات السياسية العراقية لإغلاق هذا الملف تمهيدا لاستلام الجلبي منصب حكومي رفيع المستوى الا ان الجلبي رفض ذلك مطالبا بحقوقه ،الان القضية بقيت عالقة وهذا هو خطأ الجلبي فالمفروض عدم تركها هكذا حتى لا تستخدم ضده مع أي تحرك سياسي له في العراق . المناؤون للدكتور الجلبي اغلبهم من البعثيين بعدما رأس هيئة اجتثاث البعث ومع احتفاظه بملفات المخابرات التي تحوي أسرار وفضائح تمس كثير من الشخصيات العراقية والعربية . افتعلت تهمة اخرى ضد الجلبي وهي تزوير العملة في البنك المركزي وكان في حينها في طهران فعاد قافلا الى بغداد ليواجه التهمة المقدمة ضده واتضح بطلانها . اخر دعوى قدمت ضده كانت من قبل الشهواني مدير المخابرات العراقية المنصب من قبل امريكا وكان يعمل سابقا في الجيش العراقي بمنصب مشابه لمنصبه الان . هذه القضية لم تهز كيان الجلبي بل العكس فقد رحب بها حسب تصريح الناطق باسمه واعتبرها فرصة لكشف الحقائق امام القضاء والشعب العراقي وطبيعي جدا سوف يتم طمطمتها حتى لا يعلم الشعب العراقي ما هو المستور . لعل الاهم في الريبة من الجلبي هي علاقته الوطيدة بايران ولقاءاته المتكررة بالسيد محمد باقر الحكيم قدس سره وكان الوسيط بينهما وهذا لا يمنع من تمتع الجلبي ببعد سياسي ثاقب ، كما وانه لا يميل الى التهريج الاعلامي واصطناع احداث حتى يسلط عليه الضوء الاعلامي بل يعمل بصمت وفي احدى المرات التي التقت معه العراقية سال عن قراءته لصورة ما يجري غدا فاجاب في حينها ان زلماي خليل زادة سيكون مندوب امريكا في الامم المتحدة ويكون نيغرو بونتي سفيرا في العراق وسيتم استبدال رئيس المخابرات الامريكية فقال له مقدم البرنامج هل هذه المعلومات موثقة اجاب انها استنتاجات ، وحصل ما قال . اسال الخير من بطون شبعت ثم جاعت لان الخير فيها اصيل ولا تسال بطون جاعت ثم شبعت لان الخير فيها دخيل...
|