رغم الخشية من نهايات مأساوية لبعض دول "الربيع العربي". إلا أن الحرية تستحق التضحية. على فرسان الحرية أن يعوا أن الحرية ليست إنتصار فريق. إنها إنتصار الجميع. ينتصر الجميع بـ"الديمُقراطية" وليس بـ"الأبد" و"الأبدية" وماسبق وقيل أو تم فعله في شروط مختلفة. الصيغة هي الأساس. والإنتخاب هو الذي يحدد السلطة. وللنخبة دورها في حماية الوطن والمستقبل من الإنهيار والضياع. والحديث طويل .أحد أطرافه المتبادلة مع من ينظرون للأحداث من زوايا مختلفة. قادتني لقناعة مفادها: أن الحضور العسكري الأميركي المتعاظم في "البحر المتوسط" تحت عنوان "الضربة" وبتبرير ماحدث ويحدث في سورية ثم توقف الجيش الأميركي وبقاؤه دون حرب أن السياسة الأميركية الجديدة، أو سياسة الرئيس "باراك أوباما"، هي التلويح بالقوة دون إستخدامها. إستخدام القوة لا يخلو من مخاطر. التلويح بها يحقق معظم أغراضها دون أكلاف الحرب البشرية والإقتصادية . لم تحضرالقوة الأميركية ومازالت من أجل سورية فقط. في واشنطن يتحدثون عن تغييرات أعمق في الشرق الأوسط. تغييرات تطال مناطق إستراتيجية ومصالح إستراتيجية. تغييرات تطال مناطق سريان وخنق أعناق المياه والنفط. ليست الحرب بحد ذاتها هي الهدف. نتائجها هي المطلوبة. نتائج الحرب هي إستنفاد قوة- العدو والحبيب- الإقتصادية وإعادة تشكيل المنطقة جغرافياً وسياسياً. تقسيم المقسوم وتجزئة المجزّأ. دول جديدة وحدود جديدة وشعوب جديدة. أنظمة جديدة توظفها مصالح القوة العظمى بحراسة جيشها الكبير وجيوشها المحلية في المياه الإقليمية المتشاطئة مع المياه الدولية. لن تفرض واشنطن هذه الحدود. تكتفي بدور (المتفرج اليقظ) الذي يمنع خروج (اللُعبة) و(اللاعبين) على (الحدود المرسومة). تقتضي اللُعبة تفجير الجغرافيات الكُبرى- النفطية والبشرية والدينية- القابلة للتفجير بهدف إيجاد وحدات أصغر وأنظمة أصغر، ومخاطر أكبر .لن يكون الشرق الأوسط الجديد خلال سنوات قادمات هو ذاته الشرق الأوسط الذي نعرف . أخيراً: لا حروب دولية، بل حروب داخلية وطنية تحت مظلة الخارج لئلا تخرج على حدودها .
|