زجاج القاعات الدراسية محطم , والحمامات في اعلى مستويات القذارة , خالية من الماء والكهرباء والانارة والفضلات البشرية متناثرة هنا وهناك , ورائحة البول تزكم الانوف , بسبب اضطرار الطلاب على التبول على جدران الحمام , ومن اصابه الاسهال فتلك مصيبة . هذا هو الحال (المزري) لمدرسة اخي الابتدائية , التي تقع في قلب بغداد , الى مدرسته هذه وصلت رياح ما يسمى ب (الربيع العربي) لاسيما هتاف الاشقاء المصريين (الشعب يريد اسقاط النظام) لكن الطلبة الصغار اجروا بعض التعديل على هذه العبارة , رافعين شعار( الطلاب يريدون الدوام المختلط) بوجه ادارة المدرسة , احتجاجا على قرار وزارة التربية القاضي بفصل الطلاب الذكور عن الاناث , احد الطلاب المحتجين وهو في الصف الرابع افصح عن السبب الذي يقف وراء هذا المطلب , قائلا :لقد سئمنا من الدوام الصباحي والمسائي(المزدوج) ونرغب في ان يكون الدوام صباحي فقط , واصفا الدوام المسائي ب (المكروه) , فيما رأى اخي - وهو في الصف الثالث الابتدائي – ان عودة دوام البنات معهم سيحد من ظاهرة (العركات) بين الولد والبنات التي استشرت بعد قرار الفصل , موضحا انه لم تكن هذه الظاهرة موجودة قبل القرار , وتابع اخي ان بعض البنات يكتبن (تف عليكم) على ظهور الرحلات , ما يدفعهم الى الرد بمثلها على ذات الرحلة . من جهتها اعربت ادارة المدرسة عن رفضها لمطالب الطلاب المحتجين , مبدية دعمها لقرار الوزارة بمنع الاختلاط , درءا للمفاسد , على حد وصفها . وتجدر الاشارة الى ان وقائع هذه القصة (حقيقية) , بعد طول استماع وجهد في الاقناع , لحض اخي على التحدث , وما صياغتي للحدث بطريقة خبرية إلا من باب السخرية لا اكثر .
|