بناء الدولة من وجهة نظر بنجرجي

 

 

 

 

 

 

الاقدار تحملني , أم انا احمل نفسي اليها ليس مهما , اقرأها ام تقرأني ليس مهما , المهم عندي ان لا اصدع رأسكم العزيز بها و بي , حملتني اقداري او حملتها هذه المرة تحت امرة اطارات عجلتي الخلفية التي نفذت غازاتها السامة , ففقدت ربربتها التي كنت اتفاخر بها امام خلفيات ممثلات الشغب في جدر الهرطمان , وقفت امام واحدة من محلات الضلاعة            ( بنجرجي ) وهنا بدأت حكاية بناء الدولة , على انغام موسيقى الطاك والطيك ومنظر  النفايات المتطايرة امام عيني , اوراق متسخة  وبقايا اطعمة غادرتها افواه الكلاب السائبة ليلا على ارصفة محضور فيها التجوال البشري , واكياس بلاستيكية محتضنة لجميع انواع التلوث البيئي , مسموحة الحركة حيثما تحملها الريح , ليس لها وجهة او مستقر , سوى انها ممنوعة من الدخول الى منطقة الزون الخضراء , موطن الحكومة وملحقاتها , الوضع الطبيعي ان اكون تحت تأثير التوتر النفسي بسبب عطل معطل مفاجىء ليس ضمن حسابات التعطيل الامني الفني في نقاط التفتيش , والتوقفات الاعتبارية لمرور مواكب  مستمطي السلطة , حاولت كثيرا ان امحور توتري على الاطارات الخلفية واتحاشى كل ما من شأنه ان يضعني في اقدار اخرى , لساني المجنون تعجل الامر دون قصد , فسألت صديقي البنجرجي سؤالا تقليديا , كم من الوقت يأخذ تصليح الاطارات ؟ اجابني بتلقائية عالية تفوح منها رائحة روح عراقية مليئة بخفة الدم , سنصلحها اسرع من تصليح وبناء الدولة , قلت في نفسي     ( بدت رحمة الله ) وكم يكون الوقت لكليهما ؟ اجابني فتح وركًعه وشد ونفخ , هاي اذا كان الشق يتحمل الركًعة , اما اذا كان الشق كبير , فالتبديل , هنا تيقنت بأن مجلس النواب  منسجم مع فهم  الشعب , عندما قرر مبالغ مليارية في ميزانية الدولة لتجميل اعضاءه , فالكثير منهم بحاجة الى ركًعة , وكثيرات منهن بحاجة الى نفخ وشد في اماكن محددة من مواقع الجسد السياسي , واخذ يسترسل ان البنجر مثل بناء الدولة , فكلاهما عبارة عن شق مفاجىء في جزء من اجزاءه , فالاطار عندما يثقب يفرغ من الهواء تتسبب في عرقلة الدوران , والدولة  تثقب عندما تفرغ الحكومة من القيم والاخلاق فتتوقف منظومات بناءها الاخرى , ( يعني يصير بنجر بالحكومة ) استمتعت كثيرا ورغبت المواصلة , لعلني اصل الى مكونات بناء الدولة من وجهة هذا الرجل الطيب , والتي عجز عنها المركًوعون والمنفوخات , فباغته بسؤال سريع اذا كان البنجرجي هو من يفتح ويركًع ويشد وينفخ عجلات السيارة , فمن المسؤول عن بنجر الدولة ؟ اجاب بسرعة فائقة , الحكومة من بها بنجر وليس الدولة , ضحكت حتى قطع الانفاس , فتخيلت الحكومة فردا فردا , تارة تحت مكواة الركًعة , وتارة اخرى وانا اتخيل خرطوم الكومبريسر وهو يخترق مؤخرتها وحجم الضغط الهوائي الذي تستوعبه , واذا كان خرمها كبيرا فهل سنستمر بعملية الكي , أو اذا كان خرم الحكومة لا يحتمل الضغط الهوائي فكيف سنستبدلها , عشرات الافكار ومئات علامات التعجب , والف الف علامة استفهام , رجعت الى سؤالي الاخير وعلى كولتهم ( المعيدي مايعوف سالفته ) من المسؤول عن بنجر الحكومة ؟ فأجاب دون تردد , انا والشعب , بهرتني الاجابة كثيرا على الرغم من تلقائيتها المتناهية وعمقها المثير للحزن , انطفا التيار الكهربائي الوطني , وماذا نفعل الآن ؟ قال سنتحول الى المولدة الوطنية , طيب لو انطفأ التيار الوطني ونحن ننفخ في مؤخرة الحكومة فما هو العمل ؟ توقف دون اجابة كان الفكرة لم تكن في حساباته , ثم اجاب , نحاول غلق الخرم لحين عودة التيار الوطني فقدرة الكومبريسر اصغر من جسد الحكومة , كيف ذلك وفي الكومبريسر خرطوم واحد ؟ سيدي لا تضع نفسك في حيرة كبيرة سأجد لك الحل المناسب فلدى البنجرجي حلول لكل خرم , واجاب , سنستعمل خراطيم الشعب , هنا تملكتني رغبة خارقة ان يكون لخرطومي جزءا من هذا النفخ الوطني , قبلته قبلة عراقية وقلت له اتمنى ان لا نلتقي في بنجر اخر , صاح خلفي سلملي على الحكومة فردا فردا من فلان العلان , لوحت له بيدي وقلت له بمن تريد ان ابدأ قال اعصبها برأسي وقل حدث بنجر في عقل البنجرجي..