فرح الارهابيين بصراخ المفجوعين |
قصة الارهاب في العراق لا تنتهي الا بقتل آخر مواطن في هذا البلد ، هناك من يريد ان تستمر المذبحة ، فهي في نظره مشروع استثمار سياسي ارباحه مستمرة ساعة بساعة ، هناك قوى سياسية في العراق خلقت من اجل القيام بهذه الابادة المنظمة ، ولا توجد لديها وظيفة اخرى ، وهناك حكام في المنطقة مكلفون بتخطيط وتمويل وشرعنة هذه الابادة ، واستمرارهم متوقف على هذه المهمة ، فاذا فشل الارهاب في العراق وتوقف نهر الدم عن الجريان فهذا يعني ان احزابا في الداخل وحكومات في الخارج فقدت وظيفتها ، وفقدت مبرر وجودها ويجب ان تختفي فورا او ربما تنتظر العقوبة القاسية . وسائل الاعلام في العراق تقدم مساعدة دعائية كبيرة للارهاب بدون قصد بسبب الجهل في الصنعة الاعلامية واسلوب تكوين الرأي العام ، فمع كل انفجار تعرض صور الثكالى وهن يندبن الشهداء بقلوب والهة ، وارتال التوابيت وهي تحمل مع التفجع والشكوى والانكسار ، هذه التقارير التلفزيونية تشبه تقارير عمل مصورة يبعث بها الارهابيون الى قيادتهم لتوضيح ما انجزوه من عمل وما حققوه من كوارث في اوساط العراقيين ، خاصة وان الارهابيين ومموليهم يطربون كثيرا لصراخ النساء وبكاء الرجال وشكوى اهالي الضحايا وانين الجرحى وشعور الشعب المستهدف بالضعف والانكسار . الارهاب ليس لديه سوى هدف واحد هو قتل اكبر عدد ممكن من العراقيين يوميا بدون تمييز في الجنس والعمر والانتماء ، وهذا الهدف يتحقق يوميا بارقام جديدة ولا يوجد اي مؤشر على امكانية وقفه او الحد منه ، صحيح نسمع في الاخبار ان هناك حملات أمنية تقوم بها القوات المسلحة ضد الارهابيين وحواضنهم وان هناك قتلى ومعتقلين في صفوفهم ومصادرة اسلحة وذخيرة وما الى ذلك ولكن هذه العمليات لا تؤثر على النشاط اليومي للارهاب ، مازال بيده زمام المبادرة فيختار الزمان والمكان لتنفيذ المذابح ، الارهاب ينفذ اهدافه بسهولة تكفي قصاصة ورق تحمل سطرين من التهديد لتهجير مئات الأسر قسريا في بغداد او المحافظات ، بينما يتطلب الهجوم على مواقع الارهابيين استنفارا لوحدات مقاتلة ووحدات اسناد وطيران وربما وحدات آلية وقد لا تأتي بنتيجة ، العصابات مستمرة في عملياتها المتشابهة ، وكل عراقي معرض للقتل عدا المسؤولين وأسرهم وافراد حمايتهم ، والحكومة مستمرة في ردود افعالها المتشابهة ايضا ذات التأثير المحدود والفشل المتكرر ، وجميع مفاتيح الحل معروفة واصبحت كالنشيد الوطني على السنة الناس ، لكن لا احد من الساسة قادر على الامساك بتلك المفاتيح بسبب فقدان الارادة والخوف على المصالح الحزبية وفقدان وغياب الرقيب والحسيب ، لحد الآن تتلخص الصورة بأن الدولة عاجزة عن حماية مواطنيها من القتل العشوائي اليومي ، والناس عاجزون عن حماية انفسهم ، وعصابات القتل مستمرة في نشاطها بلا رادع ، والحواضن الداخلية والخارجية تزداد وحشية وتوغلا في مستنقع الدماء . |