في العراق.. أرباب متعددون |
كل ما يطفو على سطح آمه ما هو آلا نتاج آو ولادة لمكنونها الداخلي آو هو تعبير عن حقيقتها وضميرها ومشاعرها المكنونة في أعماقها ,وبالتالي لا يمكن الفصل بين ما يطفو على السطح وبين واقع آلامه المعاش .. وإذا ما كان النتاج أو الوليد غير سويا آو انه كان ناقصا ومعتلا أو بليد وغبي . فان اللوم لا يقع على هذا الوليد الغير سوي لأنه غير مسؤول بشكل مباشر عن الرحم الذي أنجبه بقدر ما تقع المسؤولية على الرحم الذي جاء به إلى الخارج .. فكل ما يترشح على سطح أي آمه يعد ولادة لأحشائها الداخلية . فان كان خيرا فلها .وان كان شرا فعليها ...وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون .. ومن هذه القاعدة يمكن أن ننطلق في تقيم أنفسنا وواقعنا وحتى مستقبلنا. ومن خلال الإيمان بها لا نلقي اللوم على الطغاة والمدعين والمغرضين وإنصاف ألإلهه فقط .بقدر ما نلقيه على أنفسنا أولا ..ومن ثم يأتي بعد ذلك من أمسكناه زمام رقابنا وموالنا ودينيا ( إنصاف الإلهة والمستبدون ) ألامه هي التي تصنع الإلهة والأرباب وتوفر كل مناخ الفساد والاستهتار بالسلطة والدين والمال العام ثم تضج معلنة الثورة والتمرد.. هذا هو شأنها حتى تعي مسؤوليتها وتعترف بأنها الأم الحنون لكل الطغاة والإلهة المزيفة .. في العراق وقبل سقوط الدكتاتورية البعثية بربها الأعلى طفت على السطح أنواع وألوان كثيرة من ألإلهه المزيفة ,لان مساحة تحرك المغرضين والمدعين صارت اكبر وأوسع, ولان أحشاء آلامه الداخلية غير قادرة على إنجاب وليد سوي وشريف وباستطاعته حمل الأمانة ..وكيف بأمة أكثر أهلها الجهال والمتخلفين والناعقين خلف كل ناعق أن تلد ولادة سوية .. فكان من الطبيعي أن يسود العراق قادة سياسيون ودينيون متدنيين سياسيا وعلميا وأخلاقيا وبالتالي ساد الفساد والجهل كل مجالات الحياة الدنيا وبتعبير المثل الشعبي ( خسرنا المشتيين ) لا دنيا فانية ولا آخرة باقية !! نماذج قادة عراق بعد 2003 كثيرة . وان كان القاسم المشترك بينها ادعاء الربوبية والفساد والطيش السياسي والديني إلى درجة وصل فيها الحال إلى إنكار كل القيادات السياسية والدينية في المجتمع العراقي ... فحتى أولك الذين يستميتون في الدفاع عن صنمهم أو ربهم يعيشون حاله النفاق الداخلي العميق فبينما يعلنون شيء يخفون في الوقت ذاته أشياء كثيرة. فتراهم في تناقض عجيب غريب لكنه ليس بغريب عليهم بسبب ما آلفوه من تناقض تاريخي عاشوه حتى أمسى عضو من أعضائهم .. المهم أن هؤلاء القادة هم تعبير عن مكنون آلامه الداخلي الذي لا ينفك عنها بحال من الأحوال آلا حين تستجيب لصوت أعماقها الغاضب .. على قاعدة أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.. آما من يحاول أجراء عملية الإصلاح في ظاهر كيان ألامه ( أذا ما وجد مصلح ) دون أن يصل إلى الأعماق آلامه ويغيرها أو يكون الملهم في تغيرها .. فليتأكد أن مشروعه سينهار وينقلب إلى ثورة عارمة تطيح به وبمن حوله وربما تقذفهم أعاصير الآمة المتناقضة إلى مزابل التاريخ ( وهم يستحقون ) لأنهم من هذه آلامه المنافقة وممن عاشوا فيها وألفوا وتفانوا في حياة التناقض والازدواجية والجدل العقيم .. اعتقد أن الخطوة المهمة في أي عملية أصلاح سياسية كانت أو دينية هو بالعودة إلى النظام الصحيح للسياسية آو الدين وجعله المقياس الذي تقاس فيه أهلية القيادات الدينية والسياسية . بشرط أن يتخلي المجتمع عن نزعاته الداخلية المتطرفة والمتعصبة بدون وجه حق ..فإذا ما وضعت مقاييس الشريعة على القيادات الدينية فان أكثر من ثلاث أرباع من يتصدر المشهد الديني في العراق سيكون محلا للرجم واللعن.. وآلا كيف يفهم أن شخصا يدعي بأنه المرجع الأعلم على الإطلاق منذ أكثر من 12 عاما ويدعي انه المنقذ والرمز لكنه لم يجلس على كرسي الدرس الحوزوي ( درس خارج الأصول أو خارج الفقه ) مرة واحدة في حياته!! وكل الذي قدمه دروس يمكن أن يقدمها طالب من فضلاء الحوزة الدينية وليس من يدعي المرجعية والأعلميه المطلقة !!وكيف يتزعم شخص معمم حركة دينية سياسية كبيرة له اثر كبير في كيان ألامه هو لا يملك أكثر من ارث النسب الديني؟؟ حتى انه بعض أتباعه يخشون ظهوره على وسائل الأعلام خوفا من عثراته اللغوية والعقلية ..ذات الآمر ينطبق على القادة السياسيون في العراق الجديد وهم بعد لا يخفى فسادهم حتى حل العراق أولا على قائمة الدول الأكثر فسادا في العالم, بل أن القتل والدمار الذي يعيشه العراق ما هو آلا نتاج التناحر بين الكتل السياسية الحاكمة ..فكيف ننتخب ونثق بأحزاب وكتل وتيارات سياسية هي السبب الأول والأخير بما وصل أليه العراق من موت ودمار ..؟؟ وليتأكد الجميع أن القوى الدولية والإقليمية ما كانت لتعيث فسادا وقتلا ودمارا في العراق لو أن الكتل السياسية كانت بصدق وطنية ومخلصة.. وبالتالي فان ما نراه في العراق هو خيانة النظام السياسي لوطنه ودينه ووطنه .. هذه الخيانة في الواقع تعبير عن كيان آلامه الداخلي ...كيفما كنتم يولى عليكم ...حديث شريف اعتقد أن العودة إلى المقاييس الشرعية في تحديد القيادة الدينية والى المقاييس الوطنية والأخلاقية وفق مبادئ السياسية الصالحة والنزيهة هي التي تخرجنا من نفق الموت والدمار والفساد الذي نعيشه. والاهم من ذلك أن تخرجنا من حالة النفاق الداخلي المتجذر في أعماقنا لنكون آمه قادرة على نتاج وولادة القيادة الصالحة والتي أذا ما ظهرت وطفت على الخارج ستكون نزيهة ومخلصة وصادقة ووطنية وشرعية .لا تدعي الربوبية ولا تستعبد الناس. |