كلما أعجبك نائب بارع في الخطابة وإطلاق الشعارات وإستخدام اللغة " القرقوشية " ، تذكر قبل أن تسقط في الفخ ، أن عالية نصيف التي بدات خطببة تعتقد أنَّ خطبها هي حقَّ أبلَجُ لاَئحُ ، على حد قول عمنا ابو العتاهية .. وانتهى بها الامر الى خطيبة " لجوجة " لنكتشف معها ان مشكلتنا لم تكن ابدا مع لسان السادة النواب وانما مع المخ ، مع شديد الاعتذار لصاحب سلسلة مطاعم " باجة الحاتي " الذي يعتقد ان المخ فاكهة اللحوم .. في كتابه روح الثوارات يتحدث غوستاف لوبون ، عن المشاكل التي يمكن أن تحدث عقب التغيير ، إذا لم تُحسن إدارة البلاد، وإذا لم يتولى حكمها من يدرك أن الناس عقب التغيرات محكومون بنفسيتهم أكثر مما هم محكومون بالأنظمة التي تفرض عليهم، وهنا يستشهد بالفيلسوف مونتسكيو الذي يقول " كان الناس أحرارا في ظل القوانين فصاروا يرون كيف يسرق دعاة الحرية القوانين، وأصبحوا يسمون ماهو حكمة سخافة وماهو مبدأ عسرا.. فخسر الشعب كل شيئ. لذلك وجب اجتناب ماتجر إليه بعض مساوئ الديمقراطية من المغالاة في التحزب " وهنا ينبهنا لوبون إلى أنه في أحوال فوضوية مثل هذه يأتي إلى الحكم دائما حكومة استبدادية تقوم بمنح منافع لمقربيها لكي تتمكن من البقاء، وهو تفعله كل الحكومات التي تحتال على الديمقراطية ، والان عزيزي القارئ هل يذكرك ذلك بحكم مماثل جلب لنا المصائب والاهوال والخراب منذ عشر سنوات ، أم أنك فقط تهوى ترديد خطب عالية نصيف " الجو بديع .. والدنيا ربيع " مصرة في نهاية الاغنية ان يسقط مغشيا عليه كل من يشكك بانجازات " مختار العصر والاوان "
نصف الحكاية.. عمود يومي للكاتب علي حسين على صفتحة الشخصية للتواصل الاجتماعي "فيسبوك"
|