الأشد مرارة من الموت |
تكرار المذابح في بغداد رسالة واضحة المغزى ، العراقيون حكومة وشعبا واعلاما يخافون او يخجلون او يكرهون الاعتراف بأنها معركة اذلال وهوان وتقسيم العراق كما يصفها بعض المراقبين من قليلي الحياء ، العراقيون يفضلون الاكتفاء بالبكاء وتشييع الضحايا الذين هم ثمن التقسيم ، والتوجه بالدعاء غير المستجاب عادة لدفع البلاء الذي لا يزداد الا ضراوة ، هناك تكرار منتظم واستنساخ للمذبحة بتفاصيلها المؤلمة ، وتكرار لمواقف الضحية والجلاد وما بينهما من مستفيدين وصامتين ومتباكين ، الموت يحصد هذا الشعب كل يوم ، ولكن الأسوا من الموت هو ذلك العار الكبير الذي يجللنا جميعا ، عار هو أشد مرارة من الموت في قلوب الرجال ، عار ان يغزوك عدوك في عقر دارك ، والحديث الشريف يقول : ماغزي قوم في عقر دارهم الا ذلوا ، تصوروا ان شعب العراق الذي يعد نفسه رائد الحضارات ومهد التمدن البشري يقع أسيرا في مخالب حثالة البشرية ، ورموز الأمية والقبلية والبداوة والجاهلية والنفاق وخدم الصهيونية ، بصراحة اعترف ان اقوالا كهذه مؤذية جدا وقد تصنف ضمن عملية (جلد الذات) ، كلكم شاهدتم في اليوتوب مواطنا تعب من مراجعة احدى الدوائر ولم ينجز معاملته وبدل ان يغضب على الدائرة اخذ يضرب رأسه بنعليه بقوة وكأنه يريد الانتقام من نفسه متناسيا ان الموظفين الفاسدين هم احق بالضرب ، كثيرا ما نعاقب انفسنا وننسى العدو ، عندما يدخل الحثالة الى بيتك ولا يتركون حرمة الا وانتهكوها ، فهذا يعني غاية الذل والهوان ، لم نعد شيئا يذكر لذلك يتجرأ علينا كل من هب ودب ، فيعلق أحد الأنذال من مقدمي البرامج على شاشة تلفاز عربي على خبر انفجار عدة سيارات مفخخة في بغداد بأنه بشارة خير ويبتسم ابتسامة عريضة ! الأعداء يأتوننا ارتالا تعوي من أشد بلدان العالم تخلفا وذلا وتبعية وغباء وقذارة ، بدل ان نواجه ذلك العدو ونلقنه درسا نواصل جلد انفسنا ونتجاهل الكارثة بحجمها الحقيقي ، العراق مؤهل لأن يوجه ضربة للارهابيين تقصم ظهورهم وتحولهم الى ذكرى ، هو ليس بحاجة الى اي حلفاء اقليميين ، ولا حلفاء دوليين لانجاز هذه المهمة ، فالذي لديه مليون مقاتل ، وكل هذه الخبرات الجهادية والادارية والاعلامية ، وموازنة مالية بهذا الحجم ، لايعجز عن حماية نفسه وحفظ وحدة بلده ومعاقبة البلدان التي تحاربه بارسال الارهابيين عقوبة تعيدهم الى صوابهم ، ومعاقبة الخونة الداخليين من فاقدي الشرف والمروءة الذين تحولوا الى ادوات بأيدي الاعداء ، والخونة الاراذل الذين يستثمرون هذه الابادة من أجل الحصول على مكاسب سياسية . |