مراجعة النفس

 

النفس لها عدة توصيفات ومراتب عند الخالق سبحانه وتعالى ولذلك فان سرها مخبؤبين طيات علم لايعرف كنهه ويفك رموزه ويقف 

 على حده الا من خلقها وسواها ووضع لها حدود لتصرفها وخطوط لاتتعداها وطمأنها بالتوبة والمغفرة والاستغفارأن هي اساءة وخرجت

 وخرجت عن الطريق السوي وجعل مسؤولية مراقبتها العقل والنشأة الصحيحة في بيئة صحية متوفرة فيها عوامل الخير لتكون عنصرا 

فاعلا ومنتجا لمجتمعه و رمزا للخير والمحبة ليشع ضيائها وسط بيئتاه ومكان معيشتها واودعها في جسم الانسان ونعرف ان خطاء , 

 وخير الخطائيين التوابين , وفي محنة البلد ومعوقات سيره وتنامي اساليب العنف فيه والدمار, نجزم أن عناصر الخير موجودة فيه 

 وباكثر مما نتوقع او نحصي واحيانا يرتكب في موقف ضعف وردة فعل واستعراض قوة او حقد وضغينة أعمال تخرجه من انسانيته

ويتلبس في عقله لوثة جنون غير محسوبة مما يتسبب بالحاق اذى وارتكاب جرم و محاولة سرقه يستمد قوته فيها من المخزون السيء

 في نفسه يكون قد لحقه من عرق دساس كما اثبت ذلك علم الوراثة و التربية السيئة و النشئة غير الصحيحة و الحاجة المادية والفقر

 والعوز وقصر اليد يصعب عليه شراء دواء شفاءه , عوامل غير خافية على الجميع يكون فارسها بذرة الشر فيه وارضيت خصبة 

زرعة في نفسه لعقد تربوية نشأة معه وترعرت فيه وكبرت في نفسه الاانها كانت مضمورة ومخبؤة بين طيات نفسه لو تتوفر الظروف

 لافاضتها من اناءه المكسور في زمن ماض , وبعد تهيأ  الظروف افاضت لتسبب الاذى للاخرين بقصد او غير قصد فعلا او قولا وما نراه الان في بلد يوصف بانه مهبط وحي واختلاف ملائكة وقبور عظماء

وارض طيبة ومنبع خير واوتاد عمق فيها من لذيذ الغث والسمين مايعجز الانسان عن احصائه فلماذا هذا التراشق بالالفاظ والتناحر بالافعال والاعتداء بالضرب و جرائم وموبقات وتسلط النفس الشريرة بكل مااوتيت من قوة وجبروت لتأخذ حق الاخرين بطرق لاحدود 

لها وجرائم قتل لم يسبقه احد بارتكابها وتفنن في الجرم وكيل التهم والتسقيط والتهميش وظلم لم نعرف له طريق ولم يسلم منه احد  

اين نسير وباي مركب نعبر والى اين نبحر وعلى اي شاطىء نرسي ؟؟ , نجزم ان الكل خاسرين ولاأحد يربح الرهان , الكلام والتسقيط والتهميش ومصادرة الاراء والانا عوامل من شأنها ان تبعث الحقد والضغينة في النفس والاستحواذ يولد القتل , مزيدا من 

التروي والتفكير ورجاحة العقل ونبذ الخبث والؤم واحترام الاخرين والخوف من الله عوامل تصاحبها  المصداقية والتعامل بشفافية

 كفيلة بان تعطي للنفس وقفة وللسير محطة وللنفس محاسبة وعقلانية لنرى الى اين نحن ذاهبون وبأي طريق سائرون ومراجعة الذات

 مهمة لمن يتصدى للمسؤولية وقراءة التاريخ بدقه وسير الاولين كفيلة ان تعيد لنا العقل ونحسن التصرف لاءن المقابر تحت ترابها مملؤة

بمن هو افضل منا واصلب عودا واقوى شكيمة وملك الشرق والغرب تركها لمن هو دونه وتوسد الثرى ليستنجد بمن هو اقوى واعظم

 ليقول ارجعوني لعلي اعمل صالحا , ولا من مجيب كفى بنفسك اليوم حسيبا 

  الخطاب والامثال لنا الاان الغفلة والسبات الذي نحن فيه كما يقول الحبيب (( الناس نيام متى ماماتوا استفاقوا )) فرصة 

لمحاسبة الذات قبل فوات الاوان وبلدنا بحاجة لهذه الوقفة من الكتل السياسية واطراف النزاع والتناحر وحب السلطة والجاه والتفرد 

والاحزاب بشقيها الدينية والعلمانيةلاننا مسؤولون امام الله والشعب بما يجري فيه من فساد مستشري وتناحر دموي وعنف لايرحم فالى 

أين تتجه بوصلة سيرنا واي طريق سالكين , الفرصة امامنا والايام تجلي الحزن وتنسي الالم وتشفي الجروح ولاننسى اننا اخوان في

الدين او متشابهين في الخلق , لنبدأ من الان بالمصارحة فيما بيننا لان الدم الذي يسيل والفقير والمعوز واليتيم والارملة والشيخ الكبير  

والمرأة العجوز كلنا مسؤولون عنه يوم لاظل الاظله , ليست نصيحة من امام جامع او مرجع ديني او داعية اسلامي انما انسان يحمل 

شعور الانسانية وجزء من واقع مرير كفانا دم وقتل وتفجير بلدنا جميل و حباه الله بخيرات كثار اقلها الماء والخضراء والوجه الحسن 

وهاهي الاعمار تنتهي والسنوات تسرع ونحن في مكاننا نراوح ((أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجْهِهِ أَهْدَىٰ أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ )) صدق الله العظيم