التعنّت السعودي

 

تبقى العربية السعودية تدور في نفس الدائرة التي رسمتها لنفسها في تعاملها مع العراق تحديدا وذلك بعد العام 2003 والتحول الكبير الذي حصل على الساحة العراقية هو الدافع والمحفز الكبير لدولة مثل السعودية ان تقف امام دولة مثل العراق نتيجة عوامل اقتصادية وعوامل عقائدية تدفع باتجاه تأزيم الاوضاع في صلب مكونات الشعب العراقي .

ما يحصل في بلاد الرافدين طيلة السنوات الماضية من ارهاب وقتل وتفجير وتهجير كاد ان يدمر النسيج المجتمعي فلابد وان تكون يد للدولة السعودية فيه من خلال الدعم اللوجستي والمادي والاخطر من كل ذلك التثقيف العقائدي على مبدأ تكفير الاخر واراقة دمه خصوصا مع المعتقد الشيعي التي تبدو هي ازمتهم الكبيرة في المنطقة ويحاولون بشتى الوسائل ايقاف المد الشيعي وان كان على تلال من جثثهم واراقة الكثير من دمائهم وهو بالفعل ما حصل نتيجة التفجيرات المتوالية تارة بعبوات ناسفة وتارة بسياراتهم وتارة بأجسادهم النتنة عندما يفجرونها وسط الابرياء من الناس .

تحاول السعودية او لنقل دولة آل سعود ومن معهم من دول الخليج العربي الست ان يخطو خطوة جديدة نحو عزلة العراق ووضع الحواجز امام ظهوره كدولة قوية في المنطقة ولكن هذه المرة استخدموا عامل الرياضة الذي يعتبر من سمات التسامح الانسانية فهي تجمع بروحيتها العالية كل المختلفين فيما بينهم حيث لمسنا ذلك في العراق عندما يفوز المنتخب نلاحظ توحد الكتل السياسية رغم اختلافاتها الكبيرة التي تصل الى تهديم البناء السياسي في العراق فنجدهم يتوحدون خلف المنتخب الوطني عندما يجلب الفرحة بفوز هنا او كأس هناك ، ما قامت به دول الخليج وبتخطيط سعودي هو نقل خليجي 22 من البصرة الى مدينة جدة في السعودية مع العلم ان التناقل حصل ليست لهذه المرة فقط وانما بدأت من خليجي 21 حتى هذا الخليجي 22 وكذلك دورتها التالية 23 التي ستكون من نصيب دولة خليجية تريد اقامتها على اراضيها كما اورده بيان وزارة الشباب والرياضة بالقول ((وشدد البيان على ان"العراق اكبر من ان يتم التلاعب برياضته بالطريقة التي اتبعتها السعودية خصوصا في التعامل مع خليجي البصرة حيث بدأوا معنا بالنسخة 21 ثم 22 واخيرا النسخة 23 مع علمنا ان النسخة المقبلة تتطلع دولة خليجية لاقامتها ما يعني انهم شكلوا سلسلة مغلقة بحلقات دولهم الست فاتفقوا ان لا بطولة تقام في العراق مهما كان الامر بل انهم لم يوافقوا حتى على اقامتها في كردستان العراق لانهم ضد مبدأ اقامتها في العراق، ولا ننسى انهم ينظرون الى العراق واليمن كدولتين طارئتين على البطولة ويتم التعامل معهما على وفق 6+2" .)) لذلك فمن المؤكد ان اغلب دول الخليج تلعب دورا واضحا في محاولة تحجيم العراق ووضعه في الاطار الذي لا يمكن ان يؤثر بأي حال من الاحوال على وضعهم في المنطقة ثم يكون له تأثيره المباشر في السياسة الاقتصادية العالمية .

الرد العراقي بالانسحاب من خليجي 22 كان لابد منه وهو موقف يعزز مكانة العراق ويوضح لتلك الدول الخليجية انها اصغر من أن تهين العراق كدولة لها مكانتها وقوتها التي تستطيع ان تفرض نفسها في المحافل الدولية وخصوصا الرياضية منها كما فعلها المنتخب الكروي حين فاز بكأس آسيا .