امس يبدو ان امر استبعاد استضافة خليجي 22 في البصرة قد حسم في غير صالح هذه المحافظة الطيبة، وكنت قد تحدثت عن ذلك سابقا، وايضا كنت قد كتبت أمس عن البصرة وكيف انها تخطو خطوات طيبة في طريق الاعمار.

وعلى الرغم من كبريائنا؛ بالقول اننا لسنا حزينين لذلك، فان ثمة غصة في النفس، لعدم تحقق ذلك الحلم الذي ينتظره الكثير، لكن اسباب ذلك متعددة وعلينا مراجعتها، وعدم الاكتفاء بقرار عدم المشاركة في البطولة، التي اظن ان المنظمين لن يستقبلوها الا بالقول (زعلة الركة على الشط)!

اقول اليوم ان 3/4 مشاكل تلك المحافظة الطيبة هو نتيجة ارتباطاها المبالغ فيه بالمركز، وعدم وجود استقلال يتناسب مع حجمها ومكانتها، وهنا لا بد من ان اعرج على قضية طالما كنت افكر بها ويمكن ان اصيغها على شكل التساؤل يقول، لماذا لم نكن مرنيين كفاية حول فكرة اقامة خليجي 22 في اقليم كوردستان، الم يكن هذا المطلب ليكون واقعيا اكثر من اختيار البصرة، ام ان الاشكالية الكبيرة التي صنعت بين المركز والاقليم اعمتنا عن هذا التوجه بحيث اخذتنا العزة بالاثم ان الاقليم لا يعني العراق، وان اقامة خليجي في الاقليم كان سيمثل جرحا للوجدان العراقي! اليس جرح الوجدان العراقي الحالي؛ بسحب ملف البطولة من العراق وتحويله الى السعدودية، اكثر ايلاما اصدقائي! هل نختلف ان تحمل البطولة لقب خليجي كوردستان ام خليجي جدة!

جرحني امس ايضا رؤية مشهد تسليم وزير الرياضة وشخص بقربه (تي شيرت) للسيد رئيس الوزراء يحمل كلمة (المالكي) على ظهره، كنت اتمنى ان ارى كلمة العراق بدلا عن ذلك، او البصرة، وبشكل اكثر صراحة (اقليم البصرة).

اقول اقليم البصرة، وانا استحضر (رسمة توضيحية) رأيتها امس يقال انها مقترح احمد الجلبي حول الموازنة العامة 2014، تذهب الى توزيع موارد الموازنة على وفق افتراضات اهمها تقسيم العراق الى 18 اقليما، كل اقليم يستلم حصة من الموازنة، بحيث تنخفض حصة الحكومة المركزية كثيرا مقابل ارتفاع حصة الاقاليم، فضلا عن حصة الشعب العراقي (25%).

هذا المقترح، ورغم وجود الكثير من الاعتراضات العملية حول تطبيقه؛ والتي يمكن مناقشتها لاحقا، الا انه يمثل حلا جذريا للكثير من المشكلات السياسية والامنية والاقتصادية، وجزء كبير من هذه المشكلات في الحقيقة يمكن ان تقود الى تسوية الكثير من القضايا، من امثال قضية خليجي التي فاتت علينا.

اخيرا نسيت ان اذكر لكم انه في الوقت الذي كنت استمع فيه الى قرار استبعادنا عن خليجي 22، فان خبرا اخر ذو صلة حدث في ذات اليوم كان يقول بتأجيل محاكمة قتلة المدرب محمد عباس! وهذا رسالة سيئة جدا تم توجيهها للفيفا والعالم باننا غير قادرين على تطبيق القانون بحق قتلة مدرب اجنبي! فكيف نريد من اللاعبين العرب والمدربين الاجانب المبيت في عراقنا!