انا مع النوّاب.. انا من النوّاب |
المادة الوحيدة التي يتفق عليها العراقيون اليوم هي الاستفتاح صباحا بسب البرلمانيين و الاختتام في وقت متاخر من المساء بلعنهم لعن عاد وثمود الا من رحم ربي . ولم ار ظلما في حياتي كهذا الظلم ، فهؤلاء المسبوبين صباح مساء لم يهبطوا علينا ببرشوت روسي ، ولا يحق لاحد ان يتهم احدهم بالمجىء على ظهر دبابة أميركية " لا شيء في الوجود يثير اشمئزازي كهذه العبارة المستهلكة" . من يسمح لنفسه باستنفار كل مفردات السب واللعن على اعضاء مجلس النواب فعليه ان يبدأ بنفسه اولا ، فهو الذي رفع هؤلاء الى اعلى عليين في البرلمان حتى اذا استفردوا بكل شيء راح يسب اجدادهم قربة الى الله ، فلا خالو بوتين له دخل في صعودهم ولا عمو بوش . واقولها شهادة لله و للتاريخ ان الانتخابات البرلمانية الاخيرة قبل اكثر من ثلاث سنوات نافست في نزاهتها الانتخابات البرلمانية في بريطانيا . والمكاريد خرجوا الى الاقتراع تحت رحمة المفخخات و وابل المفخخين وجاءت النتائج مطابقة لما انتخبوا ؟ وان كانت قد حصلت خروقات هنا او هناك فهي في حدود المعقول خاصة اذا اخذنا بنظر الاعتبار حداثة التجربة الديموقراطية في هذا البلد المنكوب ؟ يفترض ان الانتخابات ستجري في الربع الاول من العام المقبل ، مالم تصدق الشائعات التي تتسرب عن وجود صفقة لتاجيلها سنتين ، واطراف هذه الصفقة - بحسب الشائعة - هم ثلاثي الرئاسة ، البرلمان و الاقليم و الحكومة . ادعو هنا ضارعا لو ان فاكهة هذه الصفقة سيجنيها العراقيون المذبوحون من الوريد الى الوريد رطبا جنيا ، بان يطيل الله في اعمار الرئاسات ، كما اطال عمر نبيه نوح وان يبقي الكروش على العروش الى قيام يوم الدين ، ويجعلها ستا بدلا من ثلاث . فما قيمة الديموقراطية اذا كان الامن مستلبا والصراع بين القادة لا يهدا حتى يثور كبركان ، و عوائد النفط نصفها يندلق بانسيابية الى حيث كروش الفساد . ولتفردٌ بالسلطة مثل الجنرال بوكاسا مع توزيع عادل للثروة وسطوة للقانون ومحاسبة حقيقية للفاشلين ، انفع ملايين المرات من ديموقراطية تجلب لنا حمرا مستنفرة كانها فرت توا من قسورة . و العراقي ممزق الدشداشة في الرفاعي وابو الخصيب وابو صخير وسواها لا تعنيه كثيرا ملامح البطل المتربع على ادارة المنطقة الخضراء . انما هو بحاجة لمن يسد رمقه ويؤويه و يؤمن له حياة ابنائه وحفدته عندما يذهبون صباحا الى مدارسهم الطينية منزوعة الشبابيك ان وجدت ، وقد وصل البؤس بهذا الانسان حدا اصبح فيه يتمنى ان يحكمه هولاكو أو جنكيز خان شرط ان يؤمن له ادنى ما يستحقه الانسان المعاصر من متطلبات الحياة الكريمة او الكريهة حتى في اكثر البلدان فقرا . قبل اكثر من شهر بدأ الحراك الاعلامي الدؤوب للسادة النواب مستغلين كل ما هو متاح من المال والتكنولوجيا للترويج لحملاتهم الدعائية ، والفيسبوك خير شاهد على هذا الحراك . ولو كنت احد هؤلاء النواب لما ترددت لحظة في فعل ما يفعلون حفاظا على ما اتمتع به من مزايا لا يحلم بها سناتور اميركي . ومع هذا النشاط بدأت البطانيات تنسل من اكياسها والمدافىء النفطية تغادر العلب الكارتونية ، رفقة ما يتيسر من القنادر والنعلان الضرورية لمواجهة موسم الشتاء الداهم . ومن استلم هذه الهدايا المذلة والاعطيات المهينة بنية رد الجميل في يوم الاقتراع فلا يلومن الا نفسه اذا اصبح وشاهد نفس الوجوه الكالحة على شاشات التلفزة تعترك فيما بينها كالديكة على حبة قمح نسوها في يد الناخب الناحب . وقد اعذر من انذر
|