قانون الانتخابات.. انجازه بارقة امل لروح المواطنة |
فشل القوى السياسية بإنجاز الصيغة النهائية لقانون الانتخابات أمر مقزز ومعيب وهي محاولة من قبل البعض من اجل تأخير الانتخابات عن موعدها المحدد مما يتطلب من السياسيين الاحتكام للاليات الديمقراطية والابتعاد عن توجيه اللوم لبعضهم البعض الاخر وعليهم التوصل لحل وسط بعيداً عن مصادرت حقوق الاخرين ويجب الاعتماد على روح المواطنة الحقة وعدم السماح بالمساومات التي تدار على طاولة الحوارات وخلف الكواليس وابرام الصفقات ففي ذلك مسؤولية يحاسب عليها التاريخ وينبغي الابتعاد عن لعبة التوافقات التي ادت بالبلد الى الوضع المزري الحالي وهو امر مهم ايضاً. كما ان تأخير اقرار قانون الانتخابات وتمسك كل طرف بخياراته وعدم قبول الراي الاخر وفق الاطر الديمقراطية يؤسس لدكتاتورية سياسية من نمط جديد. لقد عانا ما عانا الشعب العراقي في زمن سلطة البعث من اجراءات قمعية شاملة في جميع مرافق الحياة وكان كل شي ممنوع ومن بين ما قام به انه وضع البندقية امام القلم ولكن لم يحد من ارادة ابناء العراق ولم يوقفهم القمع ولا الاساليب الرخيصة والدموية التي استفاد منها النظام للايقاع بهم . والارهاب اليوم ايضاً يستهدف جميع مفاصل البنية للعراقيين والاطياف على مختلف انتماءاتهم لابل يستهدف العملية السياسية ويعمل من اجل اعادة النظام السابق بروح اكثر طائفية ,ان انتماءات العراقيين ومذاهبهم روافد سمحة يتقوى بها المجتمع في مواجهة عدوه المشترك ويتسلح بغزارة ايمانه في محاربة الظلم الاجتماعي والطغيان والتمييز الطبقي الغظ وضد السلطات الاستبدادية . ان التنوع القومي والاثني والمذهبي يعزز مناعة الوحدة الوطنية العراقية من الحاقدين وقد خاض بها الشعب غمار كفاحه ضد الاستعمار اولاً وضد الحكومات المستبدة التي مرت بالعراق وحقق بوحدته انتصارات مجيدة في معارك الحرية والعدالة والاستقلال واستطاع الحفاظ على سيادة بلده وهي حقبة مضيئة في ذاكرة التاريخ المتوهج. ان الاوضاع السيئىة التي يمر بها البلد يتطلب من الجميع الحيطة والحذر خاصة القوى الوطنية التي يؤمل منها العمل انقاذ الشعب من المنزلق الخطير الذي يتجه اليه الوطن والحل الوحيد يكمن في تأسيس حكومة وطنية مخلصة مدنية مبنية على الكفاءات والحفاظ على التوازن السياسي ولايأتي ذلك إلا من خلال انتخابات نزيهة بعيداً عن الطائفية والقومية والعمل على بناء الوطن بجد بعد ان تتكاتف الجهود والابتعاد عن الذات والمحسوبيات والمنسوبيات ..الكل يؤمن (إلا بعض المستفيدين من الظروف الحالية )ا ن العراقيين بكل اطيافهم يكتوون من الاوضاع الحالية وان الجميع لديهم الرغبة والعزيمة والحماس للقيام بما يعزز مكانة العراق بين الامم ويرفض كل وطني شريف ان يكون مغيباً اومقصياً اومهمشاً وهذه حقيقة ليس هناك من ينكرها... ان غلق منافذ الترويج للاشاعات التسقيطية التي تمارس اليوم عن طريق وسائل الاعلام المختلفة يجب التنبه لها ودراستها دراسة واقعية معمقة ناضجة وايجاد منابعها وتجفيف مواردها بشكل دقيق وبمعالجة حكيمة بأتخاذ التدابير الاستراتيجية التي تحفظ وحدة الشعب وتضع اسس قوية لمستقبل سليم معافى عرقياً ومدنياً حراً تحفظ فيه حب المواطنة وحقوق الانسان . كذلك يجب الابتعاد عن فرض الارادات واتباع سياسة لي الاذرع ولاشك انها ممارسات وخطوات لاتصب بصالح العملية السياسية ويجب العمل على اجراء العملية الانتخابية بنزاهة وبمشاركة الجميع وبموعدها الدستوري المقرر ودون تهميش اواقصاء...
|