أفكار حصان!!

 

 

 

 

 

 

رأيت حصانا متمحنا في حظيرة العثرات , ومنهمكا بإجترار أسباب الويلات , وقد أنهكته الليالي المعبّأة بالمفزعات.

 

فقلت له: كيف الحال يا حصان الأزمات؟!

فصهل صهلة مدوية , أرجعتني خطوات إلى الوراء , وكأنه إغتال أفكاري , ومحى أسئلتي , وألقاني في مستنقع كان.

لكنني لملمت ما عندي من وهم إقتدار وسالته ثانية , عن رايه بالأحوال , وما يدور في اروقة الزوال.

 

فنظرني الحصان مندهشا وهو يقول: وهل يحتاج هذا لسؤال؟!

قلت: بلى ..., إني أتساءل , وقد أرسلني إلى جنابكم حمار تعب من حمل رأسه فصار يجلس عليه!!

صهل الحصان برفق...

وقال: لقد أجابك الحمار!

قلت: لكن الحصان أحرى بالجواب!

 

وفي حركة سريعة , إستدارت مؤخرته نحوي , وإذا به يركلني بساقيه الخلفيتين , ركلة حطمت سور حضيرته , ولا أعرف كيف , أمسكت بحبل النجاة , من ضربته القاضية العنيفة الغاضبة؟!!

فهربت بعيدا عن الحصان!

 

وأدركت أن الحياة لا يمكنها أن تُدرك من خلف الأسوار , وما دامت هناك حواجز , فأن النفوس ستتخندق , وتتمترس وتقاتل!

 

قلت للحصان من بعيد: لقد تحطمت أسوار حظيرتك , وستداهمك الوحوش الآكلات.

 

لم يسمعْ الحصان , وراح يحث التراب بحوافره المنفعلة , فتحول المكان إلى زوبعة تنعدم فيها رؤية ما خلف سور الحظيرة , التي أخذت تزدحم بألف حصان وحصان معتوه سقيم!

 

فنظرتُ نحو الأفق , فكانت الشمس تذرف دموع الغروب الحمراء , فتهت في مساءات الوجيع , أبحث عن وطنٍ يُطاق!!