المالكي وأوباما.. لقاء خلف رماد الارهاب

 

اللقاء المفترض نهاية الشهر الحالي بين الرئيس الاميركي السيد باراك اوباما ورئيس وزراء العراق السيد نوري المالكي سيكون بكل تأكيد مثقلا بهموم الهجمة الشرسة للارهاب في المنطقة العربية وخصوصا التي تحيط بالعراق نتيجة الوضع المتأزم على الاراضي السورية والتي كانت دافعا ووعاءا كبيرا لكل المجاميع الارهابية التي قدمت من مناطق مختلفة من دول عربية ومن اقاصي دول الغرب حيث جُندت لتلك المهمة الكثير من الفصائل التي تؤمن بلغة القتل والتصفية الجسدية والابتعاد عن لغة الحوار وعدم الاعتراف بالآخر.

هذا الملف المعقد الذي يبدو انه الرابط القوي للملفات الاخرى من قبيل الملف السوري وملف العلاقات بين الولايات المتحدة الامريكية وايران وكذلك كيفية محاربة الارهاب والملف الاخر هو ملف العلاقة بين العراق والسعودية والمؤخذات العراقية على الجانب السعودي والتي تعتبرهي المشكلة الشاخصة في عرقلة العلاقات السعودية العراقية  ومن المؤكد ان الدولة السعودية تحاول مرارا وتكرارا ان تضع العصي في دواليب تلك العلاقة رغم تقدم العراق اليهم بخطوات كبيرة وبنية صادقة من اجل بناء علاقات حسن الجوار ، لكن الاجندة التي تمارسها العربية السعودية دائما تكون خارج هذا السياق من خلال زرع الكثير من المشاكل في العملية السياسية وأهمها التدخل المباشر مع بعض السياسيين وتحييدهم عن المشاركة في حكومة لا يرغبون في التواصل معها كونها تختلف في توجهاتها العقائدية او توجهاتها السياسية ضمن العامل الديمقراطي المنفتح على ترسيخ مبادي نظام  ديمقراطي برلماني حر والذي يعتبروه اداة لزعزعة نظامهم الملكي المُعمّر لأكثر من عام لا يمنح الحقوق الكاملة للأقليات الموجودة لديهم.

اخطر ما يشوب العلاقة بالتوتر بين العراق والسعودية هو ملف الارهاب الذي يرتبط بشكل مباشر او غير مباشر بالمخابرات السعودية كما يصرح بذلك الكثير من السياسيين العراقيين وتشير اليه بعض التقارير الصحفية حيث يتمثل هذا التصعيد في التدخل بالملف العراقي بالذات بعد مجيء بندر بن سلطان الى رئاسة المخابرات السعودية الذي عمل على محاولة التغيير الشامل في النظام السوري ويتبعه بعد ذلك السيطرة على المنطقة المحاذية جغرافيا لسوريا مثل العراق ولبنان من اجل اجهاض أي سلطة سياسية يتمثل بها المكون الشيعي وهذا وفق مفهومه للواقع في تلك الدول ولا اتحدث هنا عن سياسة طائفية او ابعادها لأنها واضحة هي ديدن بعض السياسيين في المنطقة العربية وهي محاولة للتأثير على الواقع السياسي في العراق .

لقاء الرئيسين اوباما والمالكي ينعقد في اطار تلك الملفات من اجل حل او تفكيك الكثير من المعضلات للوصول الى ساحة نظيفة من المشاكل يمكن الوقوف عليها والانطلاق منها الى ما يمكن حله في المنطقة بدل ان تسير الامور الى طريق مجهول بفعل وجود هذا الكم الهائل من الارهابيين على الحدود السورية العراقية والتركية بما يسمى بالدولة الاسلامية في العراق والشام وهو ما يعني انه لقاء خلف رماد الارهاب يحاول كلا الرئيسين ان يجعلو رياح التفاهم بينهما تذروه بعيدا خصوصا اذا اعتمدنا اتفاقية الاطار الاستراتيجي بين العراق واميركا.