٢٤ ساعة في بغداد

 

لاأعرف مدى إرتباط موضوع الأمن "المنهار" فيها بإشارة مرور يتناوب على "إغتصابها" يومياً آلاف بل ملايين أو مايملأ أزقتها، شوارعها وميادينها من قاذورات تتراكم لتصبح جزءاً من مشهد، يصعب التعرف عليه دونها، أبنية يغشاها التراب، مهملة لاقانون يُلزم أصحابها بالإهتمام بواجهاتها ولاهُم على دراية بأهمية أن تنهض أبنيتهم من ركامها ومدينتهم من سباتها .
حال "سُنة" بغداد، سُلبت منا، ضاعت وعاث بها "مستعمرون" جُدد وخربوا، البعض في "فرحٍ" لخرابها المريع هذا، "مدينتهم" متى ماتسيد "فتى" الطائفة قرارها ومضاجعتها منفرداً .
شيعتها، مُلزمون اليوم أكثر من أي وقت مضى، ليس بإبراز ظاهرة "شيعية" عانت مظلومية، بعد أن تلاعبت بمشاعر جموعهم تيارات "إسلامية"، بل الرقيَ بها لحالٍ لم تدركه بغداد من قبل* ولايكونوا موضع لوَم وإزدراء الآخر .
هذبوا شعائركم الدينية وحدوا من مظاهرها السلبية المرافقة لطقوسها، تكون بها عنواناً لكم يُفخر به، تنتظره الناس بلهفة للمشاركة فيها طواعية لامجبرة على الإنزواء بعيداً، تلعن وتسب مصادرتكم حقاً لها في ديمومة الحياة بعد أن سلبناها طرقاتها في الوصول إلى محال رزقها وتبضعها، أو مريض لها إلى مشفى للعلاج، ورفع أنقاض ماجادت به أياد كريمة وماأكثرها، منحتها السماء خير فاضت به على آخرين طلباً للأجر والثواب، وبيارق تُركت لتشوه جمالية المكان تعصف بها ظواهر الطبيعة لفترات طويلة وأساءت إلى ما أحتفل به هنا .
ساحات عامة وجسور تملئها نصبٌ لرموز دينية وأيات بينات من كتاب الله الكريم "القرآن" وأوردة، ظاهرة خطيرة تختزل مدينة بمذهبٍ أو دين، أسلمة غيرر مبررة تشعركَ بـ "فجور" وفسوق وبالتالي "كفر" قبل أن يأتيكَ قادم جديد يحمل إليك "هدايته" .
بغداد، المدينة تدفع ثمن صراع سياسي وطائفي لاشأن لها به إلا من ناحية جغرافيتها اللعينة التي جعلت منها مركز قرار وتنوع مذهبي متصارع، يدعي كل منهم أحقيته بها "عشيقة" دون رعاية .

* التباكي على ما "كانت" عليه بغداد يؤلمنا، نريدها أبهى وأجمل، مدينة للتسامح تتلاقى بها ثقافات شتى وتتلاقح .