الحياةُ عِبءٌ على بعض الناس ، وبعضُ الناس عِبءٌ على الحياة !

 

 

 

 

 

 

المجتمع العراقي مجتمع زراعي متمدن بحكم المتغيرات التي فرضتها عليه الظروف الموضوعية عبر التاريخ،فأغلب سكان العراق نزحوا من قبائل عربية كانت تقطن شبه الجزيرة العربية خلال عصر التصحّر بحثاً عن الحياة ، والبعض منهم هم بقايا الحيوات السومرية والآشورية والبابلية .
والحالة هذه ؛ فالملاحظ على المجتمع العراقي أنه مجتمع متناقض التوجهات والفلسفات منذ القدم ـ ولسنا هنا بمعرض سرد الشواهد التاريخية ـ إلا أنه مجتمع متناقض نتيجة لما سلف . وهكذا تصعب سياسته بهدوء ، فالخيول العنيد لا تساس بهدوء ، ربّما الدكتاتورية دواؤها ، وإنْ كانت كيّا !!!
العراقيون ينسون ماضيهم ، حالهم حال الناس كافة ، فالإنسان بطبيعته السيكولوجية يشذب من ذاكرته الذكريات المأساوية ويبقيها على الجميل من الذكريات . وهذا ما جعل الإنسان العراقي المعاصر ينسى ماضيه العصيب وينسى كوارثه وويلاته وأسبابها ، تماماً كالنعامة التي تغمر رأسها في الرمال ، هذا المخلوق البشري ـ الإنسان العراقي ـ يغمر رأسه في رمال النسيان ، فيفقد الكثير من فوائد تجارب الشعوب ، ومنها تجربة الإحتلال الإخميني للعراق وإسقاط مملكته مملكة بابل .. ينسى هولاكو وتدمير عاصمته العظيمة بغداد .. ينسى العثمانيين وسياسة التتريك .. ينسى الإنجليز وكيف كانوا ينعتونه بالشجرة الخبيثة .. ينسى بعثيين الحرس اللا قومي عام 1963 .. ينسى خداع الثورة البيضاء عام 1968.. ينسى لون دماء الحروب الخاسرة .. ينسى الوعود الآسرة .. وأخيراً ينسى لقاء ربِّه يوم الآخرة !!!
أمثال هؤلاء العراقيين عبء على الحياة !
أما نحن المثقفين ؛ فالحياة عبء علينا !!!
الحياة الجهولة عبء علينا لأننا أبناء الحسين (ع) الذي قال :
((( والله لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا بَرَما ))) !!!
لا نعرف لماذا يتهافت المتهافتون على التهافت ؟!!!
لا نعرف لماذا يتقاتل المتقاتلون على التقاتل ؟!!!
لا نعرف لماذا يتسييس السياسيون على التسييس ؟!!!
أليس العراق ليس لأبي أحدهم وأمّه ؟!!!
أليس دجلة والفرات يجريان على أرض وادي الرافدين منذ القِدَم ؟!!!
أليس الشمس تطلع كلَّ صباح ، والليل يأتي كلَّ مساء ؟!!!
مَنْ منّا بيده مفاتيح أرض و سماء العراق ؟!!!
ما ذنبنا نحن (المثقفون) عندما تكون الحياة عبء علينا ،لأنهم (هُمُ) عبءٌ على الحياة ؟!!!
كانت الحضاراتُ العراقية حضاراتٍ للدنيا ، وكانت بغدادُ عاصمة للدنيا ، وكانت البصرة ثغرَ العراق الباسم ، فلماذا تهربُ (( كرة الخليج )) عن مدينة البصرة الرياضية ؟!!!
أليس السبب الرئيس ؛ أنَّ هنالك أناساً عبء على الحياة ؟!!!
أليس السبب الرئيس ؛ أنَّ هنالك أناساً فشلوا في أداء الحياة وتأخروا ، فصارت (جدة) قبلة ً للخليجيين مرّتين ؟!!!
 المجتمع العراقي اليوم ؛ يبكي على نقل (دورة كأس الخليج) من العراق إلى المملكة العربية السعودية ، ولا يبكي لأنه (هجّج الناس وعجّج) !!!
العراقيون اليوم ؛ يندبون حظهم ؛ لأنهم لا يؤتمنون !!!
العراقيون اليوم ؛ يخاف من غدرهم الناس .. قد صاروا عبءً على الحياة الرياضية حتى !!!
العراقيون بسبب هوسهم السياسي وتـُرّهاتهم وتناحراتهم وتناقضاتهم وتنافراتهم نفرهم الناسُ كافة !!!
ما ذنبا نحن ( المثقفون ) وما ذنب ( الرياضيون ) ؟!!!
كيف يريد العراقيون أنْ يكونَ العراقُ مرفوعاً وهم يكسرون عينـَهُ بإجرامهم الأحمق ؟!!!
كيف يدعون الناسَ لوطن ٍ حاضنةٍ للإرهاب ، ليكون َ وطناً حاضنة ً لكأس الخليج ؟!!!
أين يعشعشُ الإرهابُ ؟!!! 
أليستِ الأحزمة الناسفة تُلبس في بيوت العراقيين ، وتُفجّرُ على رؤوس العراقيين ؟!!!
 كيف والحال هكذا ؛ وأنتم أيها (العراقيون الجهلة) .. (العبء على الحياة) تريدون أن تتحقق حياة دورة كأس الخليج في دياركم التي لا يأمن فيها أهلها العراقيون ، فكيف تطلبون من الخليجيين أن يأتوا إلى وطن من الدم والبارود ؟!!!
لا تعتبوا علينا ـ نحن المثقفين ـ  لأننا بُحت أصواتنا و تعبتْ أقلامُـنا على ورق العتاب منكـــــــم !
لقد قتلتمونا صامتين ، وقتلتمونا ناطقين !!!
اللهم هل بلّغتُ ؟!! اللهم آمين !!!
والحمد لله ربِّ العالمين على العراقيين !!!