ميزانية العراق بين ضروس ومؤخرة واذن شرفاء العراق

 

لا شك ان العراق مر بضروف عصيبة خلال مسيرته التاريخية وعندما نتحدث عن حظارته كأننا نتكلم عن بلد غير العراق وشعب غير شعبه وهذا ما نلمسه اليوم من خلال التقاطعات التي يعيشها العراقيون فيما بينهم وان بلد له جذور في عمق التاريخ بلغ اكثر من سبعة الاف سنه لا يمكن ان يكون بهذه الحالة !! ما هي الاسباب التي جعلت من هذا الشعب العريق ان يتشرذم بل يحارب بعضه بعضا حتى بين المكون الواحد والذي يفترض به ان يكون كتلة واحدة للوقوف امام هجمة شرسة تستهدفه دون غيره !! دعونا نمر على حادثة تأريخية سطرها لنا أمام المتقين بحروف من نور عسى ان نتبعها اليوم ونحن في حالة من العشو البصري الحكاية كما يلي حيث بعدها نعود ليومنا الحاضر ( كان الامام علي عليه السلام يحصي اموال بيت المسلمين ليلا وقد اناره بمصباح حيث دخل عليه خادمه قائلا له ان عمرو ابن العاص يريد ان يكلمك بأمر فقال الامام دعه يدخل سئله الامام ماذا عندك يابن العاص فقال كلام اريد قوله لك سئله الامام هل هذا الكلام يخص المسلمين فقال ابن العاص لا انه يخصك فما كان من الامام عليه السلام الا ان يطفيء المصباح هنا تعجب ابن العاص وقال للامام يا ابا الحسن لقد اظلم المكان ولا اكاد اراك لم فعلت ذلك فقال له الامام ان الزيت الذي في المصباح عائد للمسلمين وبما ان كلامك يخصني وحدي ليس لي حق بمال المسلمين فلم يصبح الصباح حتى التحق ابن العاص بمعاوية ) ماذا نفهم من هذه الحكاية غير ان المسؤول مؤتمن على اموال الناس وحريص على تلك الاموال وحارس لها !!! اليوم مسؤولي الدولة بما لهم من مخصصات كبيرة اضافة على رواتبهم الضخمة نراهم يحاولون باقصى جهدهم سرقة الاموال بالوقت الذي ان هناك الكثير من العراقيين يعيشون حالة الفقر والغريب ان هؤلاء المسؤولين يدعون الاسلام والايمان بالله ورسله .. برلمان العراق والذي لايشبه اي برلمان في العالم هو اول من صوت على مشروعية نهب الاموال التي هم مؤتمنون عليها !! حيث استحدث هذا البرلمان فقرة تبيح لاعضاءهذا البرلمان بأن يستلف مبالغ من الخزينة لاجل التداوي او اجراء عمليات جراحية ومن ثم تستقطع باقساط مريحة ولا ادري هل تطفأ هذه الاقساط بعد انتهاء الاربع سنوات ؟؟ النائب النزيه جواد الشهيلي الذي صدع رؤسنا بنزاهته وكشفه للفساد المالي والاداري من خلال فضائية الخوش لوكي البغدادية اتضح انه قام بالتزوير من اجل الاستحواذ على مبلغ يقارب الستة عشر مليون دينار !! اما النائب الطائفي القذر احمد العلواني هو ايضا استلف مبلغ لتقويم ضروسه التي كانت كانياب ضبع وقد بلغت عملية التقويم اكثر خمسة عشر مليون دينار !! النائب عن دولة القانون كمال الساعدي والذي كنا نصلي خلفه في الدنمارك ونلقبه بالشيخ ابو قاسم والشهادة لله ان الرجل كان مستقيم والذي نؤاخذه عليه بأنه ايضا استلف مبلغ من الخزينة للعلاج قدرة ستة وخمسون مليون دينار !! ثم ياتي النائب خالد العطية ولاجل اجراء عملية ايضا استلف مبلغ سبعة وخمسون مليون دينار !! وامس سمعنا بأن رئيس البرلمان اسامة النجيفي سوف يتوجه الى كندا لاجل علاج اذنه بعد ان عالجها في وقت سابق في بريطانيا وسفرته الى كندا لاكمال العلاج ولا نعلم ما هو المبلغ المرصود لسفرته وكذلك رافع العيساوي ايضا عمل عملية جراحية يقولون بان كلفتها اقل من مبلغ عملية خالد العطية لانها من نفس النوع !! السؤال هو اليس رواتبكم الكبيرة قادرة على تغطية مصاريف علاجكم وعملياتكم خصوصا الملياردير اسامة النجيفي الا يدل هذا بانكم متعمدين لسرقة الخزينة العراقية التي فيها حق لكل عراقي معوز او محتاج واخيرا وليس اخر نذكر بتكاليف علاج السيد رئيس الجمهورية جلال طلباني ولا ندري كم هي تلك التكاليف؟؟ والله لو ان هذه الاحداث وقعت لاي شعب من شعوب العالم لقامة قيامته ولكن بما ان العراقيين شعب ذو حضارة عريقة ومختلف فيما بينه فانه صابر حتى جزع الصبر من صبره ولله في خلقه شؤون ...