الولد على سر أبيه ..؟!

 

لم يكن موفقاً إطلاقاً السيد المالكي في الحديث عن ابنه احمد وبطولاته ، ولو رد بطريقته الدبلوماسية المعهودة على سؤال الاعلامي كان افضل له بكثير ، كأن يكون ( التهجم على احمد يأتي في ظل سلسلة من التسقيط والاستهداف الشخصي التي أتعرض لها) او ان ( وجوده ليعينني في إدارة شؤون المكتب لكوني بحاجة إلى من أثق به بقربي).
وقرائتي البسيطة للموضوع اجد ان حديث السيد رئيس الوزراء منح فرصة لخصومه ومادة دسمه في التهجم عليه والسخرية والفكاهة من الجواب ، لكن ربما أراد الحجي ابو اسراء ان يبرء نجله من التهم التي وجهت اليه ، بالكشف عن حقيقة الأمر ، بطريقة ربما تلوح للقوة ( على اعتبار ان الولد على سر ابيه ) ، بيد ان الأمر آثار أكثر من علامة استفهام ابرزها .. الجبن والتردد الواضح لدى القادة الامنيين في مكتب القائد العام للقوات المسلحة وخوفهم من اعتقال شخص يسكن في الخضراء ..!؟، وهم الذين صدعو رؤوسنا في التكلم عن بطولاتهم ومنجزاتهم والقضاء ومقاتلة الإرهاب في معقله.
وقيل ان الملوك هلكوا بسبب حاشيتهم ، أما عند العرب فبالدرجة الأولى أبنائهم الذين اصبحو مصدر قلق لأابائهم، وأفعالهم قللت من شعبية وجماهير فخامة او دولة الوالد .
وفي العراق موضوع الأبناء والإخوان وحتى ( خال الجهال ) و( ابن عم الي خيط بدلة العروس) يثير قلق وحساسية العراقيين البسطاء في اتساع سلطة ونفوذ تلك الحاشية وتمردها على مؤسسات الدولة ، ولا يمكننا ان ننسى ذلك الوزير الذي عين ابنه وأرسله في إيفاد رسمي في اليوم ذاته ، الذي أساء له كثيراً بقوة الضغط العالي للكهرباء .
ولا اريد الغوص عميقاً والتطرق إلى وحشية سيف الاسلام والمعتصم القذافي وانتهاكات وتجاوزات علاء وجمال مبارك وديكتاتوريت وبطش عدي وقصي ، واحمد بن عبد الله صالح ، لان الأمر يعد من المحذورات والاحوط وجوبا الابتعاد عن التشبيه في تلك الحالتين ، 
لكن يمكن ان نذكر مثالاً واحداً عن ما قام به عيسى نجل الشيخ زايد رئيس الإمارات الذي ظهر ذات مرة في فديو يقوم برفقة معاونيه في الصحراء بتعذيب تاجر حبوب أفغاني مما جعل والده صاحب القلب الحنون في موقف محرج أمام الرأي العام المحلي والدولي .
نصيحة لكل مسؤول ان يبعدوا ابنائهم من ساحة عملهم ، ويرسلوهم كما يفعل الجميع إلى خارج العراق للدراسة او إدارة شؤون الوالد ، فلا نعلم متى نتخلص من هذه الظاهرة .
وعلى غرار هذه المواقف وللتاريخ يبقى السيد جعفر محمد باقر الصدر الوحيد الذي يستحق ان نرفع له القبعة ، وموقفه الواضح في الانسحاب من البرلمان بعد ان أدرك ان استمراره يسيء لسمعته في ظل الفشل الواضح لأداء مجلس النواب .