الاعلام في دائرة الاتهام

 

الاوضاع التي تمر بالعراق تهم جميع العراقيين، ولاسيما الاعمال الارهابية التي تستهدف الارواح البريئة ولابد من رص الصفوف لمواجهتها مجتمعيا وبعد ذلك امنيا. ووسائل الاعلام تلعب دورا مهما في فضح الارهاب واهدافه السيئة، وهي الوسيلة لنقل الحقائق وخلق راي عام في مواجهة المد الارهابي، ولاتوجد حكومة تستطيع العمل بدون اعلام يعي المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقه.
كما يعلم الجميع ان البلد يمر بظروف حساسة جدا وفي مقدمتها الازمة السياسية التي خلقتها الكيانات والكتل السياسية ودخلت البلاد في دوامة القلق وشل الكثير من مفاصلها، وكان الاعلام يقوم باداء دوره في نقل تصريحات السياسيين الى الشارع ليكون المواطن على اطلاع بما يجري في بلده، وبتعبير اخر ان الاعلام لم يكن سببا في هذه الازمة، وانما كان يطالب السياسيين بتجاوزها حرصا على المصلحة العامة للبلاد. الاعلام مطالب بدعم القوات الامنية في اداء واجباتها لفرض الامن، وفي الوقت ذاته متهم بتضخيم الامور وعدم نقل الحقائق. نعم هناك وسائل اعلامية تنتهج نهج الاثارة، وهذه الوسائل الاعلامية التي يتعرض اليها المسؤولون في الدولة من خلال خطاباتهم وتصريحاتهم الى دورها السيء لابد من تحديدها بالاسم مباشرة كي لاتختلط الامور على المواطن رغم ان المواطن يستطيع ان يفرز هذه الوسائل الاعلامية خلال هذه الفترة الطويلة ودورها بما يجري بالعراق، المشكلة في العراق الوسائل الاعلامية التي تضخم الامور وتنتهج الاثارة لايتم التطرق اليها، الدول التي تتدخل في الشان العراقي لاتحدد وانما تلميح واشارة فقط، السياسيون الذين في الداخل ويدعمون الارهاب لايتم تحديدهم. العمليات الارهابية التي تستهدف العراقيين الابرياء وينقلها الاعلام وكذلك اعداد الضحايا، فان هذه الاعداد التي ينقلها الاعلام تاتي من قبل مصادر في الجهات الرسمية، ومن ثم البيانات الرسمية في الداخلية والدفاع والصحة بالاضافة الى نقل معاناة ذوي الضحايا والشهود العيان في مكان الحادث وياتي بعد ذلك تقارير اليونامي. المؤسف ان رئيس مجلس الوزراء اكد خلال كلمته في المؤتمر الدولي الاول لفضح جرائم الارهاب الذي انعقد يوم 9 تشرين الاول الجاري بعض وسائل الاعلام ضاعفت اعداد الضحايا الذين يسقطون جراء الارهاب في عشرة مبينا ان الهدف من ذلك هو سياسي ، يفترض برئيس مجلس الوزراء تحديد هذه الوسائل الاعلامية التي تضاعف اعداد الضحايا كي يميزها الشارع العراقي من الوسائل الاعلامية التي سخرت كل امكانياتها لفضح الارهاب واعماله الاجرامية حرصا على امن المواطن العراقي وحمايته من شرور الارهاب.
نعم وما لايمكن انكاره ان هناك وسائل اعلامية تفتقر المهنية في الاداء وتنفذ توجها ضد مصالح الشعب العراقي، وبالمقابل لابد من عدم انكار دور الوسائل الاعلامية المعروفة بحرصها الوطني. وبغية اسكات الوسائل الاعلامية المشبوهة التي تضخم الامور لاهداف سياسية وفضح اكاذيبها لابد من اتباع الوسائل العلمية والصراحة مع المواطن ونقل الحقائق كما هي لتفويت الفرصة عليها من تحقيق اهدافها.