الحالة العراقية تسير بخطى متسارعة , من سيئ الى الاسوأ , دون ان تلوح بوادر انفراج , بل تشير الى تكاثف الغيوم والعواصف برياحها السامة والهالكة , طالما ظل النفاق و الانحطاط السياسي , الذي يشهد أسوأ المراحل من بيع القيم والدين والاخلاق , في سوق النخاسة لاشباع شهوتهم بالمال الحرام والشهرة المزيفة , والبلاد تشهد حالة من التمزق في بيع الوطن الى الذي يدفع اكثر ,هكذا وصل الحال بقادة البلاد , ان يمزقوا المبادئ والاخلاق , وان يختاروا طريقا وعرا محفوفا بالمخاطر والالغام وهم يقودون العراق , الى سحيق الهاوية , والسلوك طريق المال الحرام , والاستخفاف والاستهزاء بالعقول , كأنهم يتعاملون مع شعب جاهل وغبي ومتخلف , بالعوم عكس التيار , لتحقيق مصالحهم الذاتية والانانية , واشباع جشعهم وطمعهم المتهور , على حساب الوطن المغدور , بعدم الاعتراف بالواقع المرير , وتداعياته الخطيرة , وتجاهل التام بالحقائق والبراهين , التي تثير الفزع والرعب للواقع الملموس والمحسوس , وهو على وشك السقوط الى اسفل الهاوية , انه يدل بشكل قاطع , بان قادة البلاد الجدد اعمى بصرهم وبصيرتهم المال الحرام والشهرة والفرهود , وهم يرسمون الواقع الفعلي , بصورة مزيفة بهدف الضحك على الذقون , وان اقوالهم وتصريحاتهم , تثير الريبة والاحباط والدهشة والاستغراب , بأنهم يعيشون في عالم اخر ليس له ادنى صلة بالعراق المنكوب , او انهم ينظرون الى الامور بالمقلوب , او بالمعايير الاستقرار والامن الذي ترفل وتعيش بها المنطقة الخضراء المحصنة , لتعميمه على عموم العراق الذي يئن من الجراح النازفة بشكل يومي , لقد صارت سمسرة الكذب والنفاق , تجارة رابحة تدر الذهب والفضة , ولكنها في نفس الوقت تثير السخرية والتندر والتهكم بانهم تحولوا هؤلاء فرسان الزمن الاغبر , الى دمى وقرود حقيرة . ان تصريحاتهم واقوالهم لاتقنع حتى الجهلة والاغبياء , حين يقول بالنفاق السخيف , رئيس لجنة الامن والدفاع البرلمانية والقيادي في حزب الدعوة , النائب حسن السنيد بان ( العراق اكثر بلد مستقر بالمنطقة العربية , وان التفجيرات لا تصيب احدا ) هكذا بكل بساطة , لم يبقى لهم شرف وضمير واخلاق , كلها بيعت الى الشيطان , اوالى سوق العهر السياسي , بانكار الحالة الكاريثية التي عصفت في العراق , والتي تترجم بالقتل اليومي , الذي يسقط فيه كل شهر حوالي 2500 الى 3000 بين قتيل وجريح , وسيطرت البهائم الوحشية على الشارع العراقي , وهي تحصد الموت بكل حرية , وخاصة في العاصمة بغداد . انه استخفاف واستهزاء بالشهداء , الذين يسقطون كل يوم , نتيجة سياسة سيده ووالي نعمته , المتميزة بالطيش والرعونة والجبن , وبالغباء المتعجرف بالتشبث بالكرسي , حتى على خراب العراق , حقا لقد قيل . اذا لم تستحي فافعل بما شئت , وعلى العراق قراءة سورة الفاتحة.
|