المالكي يطلق النسخة الأصلية من لعبة كليندايزر

 

مع قرب انتهاء المدة القانونية لحكومة المالكي بدورتها الثانية ومع استمرار انهيار الوضع الامني وانتشار الفوضى والمفخخات والعبوات والاحزمة الناسفة والتهجير والتهجير المقابل والقتل على الهوية ومع غياب الحلول وانعدام الرؤية لدى القادة الامنيين ومع غياب الوزراء الامنيين اطلق السيد نوري المالكي رئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة قنبلة من العيار الثقيل من اجل الترويج لابنه احمد المتهم بقضايا فساد مالي وأخلاقي والمتهم ايضا بسوء استغلال السلطة لان يكون رجل المرحلة المقبلة لتخليص العراق والعراقيين من الفساد والارهاب لان الولد ليس على سر ابيه بل ان لديه مواصفات خارقة لا توجد حتى عند الرجل الحديدي او الشخصية الكارتونية المعروفة كليندايزر وحسب رواية السيد المالكي والتي اعلن عنها في لقاء مع قناة السومرية وبطريقة تثير الاعجاب في الطرح والتمثيل. كليندايزر او احمد المالكي سيكون معراج الخلاص للعراقيين من الارهابيين والمفخخات والفاسدين الى الامن والامان لان بامكان الرجل ان يقتحم كل الاوكار الارهابية وبامكانه ان يلقي القبض على كل المجرمين والفاسدين بطرفة عين بل ان اكثر الدول العالمية المشهورة بعصابات الجريمة المنظمة ستستعين باحمد المالكي للقضاء على العصابات الارهابية او القاء القبض على رموزها وهذا ما سيفعله في المكسيك والاكوادور وكولومبيا وبوليفيا وايطاليا والصومال.. وما يقوم به احمد المالكي عجزت عنه جحافل الجيوش والشرطة والاستخبارات والمخابرات والامن الوطني ووزير الدفاع وكالة والوكيل الاقدم لوزارة الداخلية عدنان الاسدي،ولهذا فان هناك مقترح لتسريح الجيش والاكتفاء بقدرات احمد نوري المالكي الخارقة طالما اثبتت الايام والتجارب ضعف هذه الجيوش وتخاذلها وانكسارها امام العدو خلاف اصرار وعزيمة وشجاعة البطل احمد نوري المالكي في الثبات وفي سرعة التحرك والوصول الى الهدف. ورغم ان السيد المالكي كشف عن جانب واحد من قدرات ابنه عندما اعلن عن نجاحه في تعقب الفاسدين والقاء القبض عليهم دون ان يذكر ما اذا كان ابنه حاذقا ايضا في القاء القبض على الارهابيين بنفس قدراته في تعقب الفاسدين الا ان هذا لا يعني قصورا او خللا في اداء كليندايزر العراق... ومهما يكن فان اطلاق نسخة كليندايزر في الاسواق سيكون لها اثر في تغيير الاحوال في العراق خاصة ونحن مقبلون على انتخابات نيابية يحتاج فيها المالكي الى اكثر من كليندايزر لإنقاذه من محنته والصعود به الى منصة التنافس بعد ان فقد الرجل الكثير من أسهمه مقابل تصاعد اسهم المنافسين. المالكي عندما اعلن عن قدرات ابنه المدلل في تعقب وإلقاء القبض على الفاسدين حصرا لم يبين لنا ما اذا كان ابنه موظفا او وزيرا او قائدا لاحدى الفرق او الأفواج او الألوية او رئيسا لاحدى العصابات الاجرامية او قائدا لمجموعة مليشيات كما ان المالكي لم يعلن عن الشخصيات الفاسدة والمعروفة التي تم القاء القبض عليها كما ادعى وهذه التورية التي تعمد المالكي الحديث بها توصل الى طريق واحد لا غير وهو ان حديث البطولات حديث وهمي كاذب ليس له اثر على الارض. المالكي اراد النفخ في قربة ابنه المثقوبة من اجل وضع السمن فيها في الفترة المقبلة لكنه بقصد او بدون قصد اهان نفسه اولا وأهان كل القوات الامنية وقادتها العاملين في الداخلية والدفاع والمؤسسات الامنية الاخرى وكشف عورات ادارته للملف الامني الذي يلعب به كل من هب ودب.