الدولة النائمة والدولة القائمة!! |
الدولة نظام حياة يحرك ما فيه , ويستثمر طاقة الوجود الإنساني المتحققة في البلاد. فالأوطان تعكس قوة محرك الدولة , ونشاطه وقدرته على التواصل والتحدي والإنطلاق نحو غاياته المرسومة بإرادة الأجيال المطلقة .
وتتباين قوة وعزة الأوطان , وفقا لقدرات أنظمة الدول التي تحركها. فبعض الدول عبارة عن محركات ذات طاقات نووية وهايدروجينية , تندفع نحو أهدافها بإرادة غير محدودة , وبعضها محركات ذات (8 سلندر) أو (6 سلندر) , أو أقل.
وأخرى بلا (سلندر) , فكل أجزائها ومكابسها وقدرات حركتها معطلة! وهذه الدول تسمى متأخرة , ولا يمكن تصليحها , ومن الواجب تبديل محركاتها , لكي تمشي في طرقات الحياة , وبعضها يصر على عدم التصليح , ويريد التحول إلى "سكراب". والدول تتحول إلى (سكراب) بإرادتها!
والدول التي لا تعترف بأن محركاتها عاطلة , وبحاجة إلى (تجفيت) , إو إستبدال كامل , لا يمكنها أن تبني قوة ومجد الأوطان بمحركات متوقفة عن العمل , أو يختلط فيها الماء بالبنزين!
فلنتأمل أنظمة دولنا , ونقييم عطلاتها , ونبحث عن آليات إصلاحها وإستبدالها. فصرخة التغيير التي إنطلقت , تريد التبديل , لكنها إصطدمت بإستبدال محركات أوطانها , بأخرى تحتاج إلى (تجفيت)!
مما أدى إلى تداعيات , وإحلال قوى توهمت بأنها محركات صالحة وجاهزة للعمل , وإذا بها هي الأخرى , تعاني من عطلات وتوقفات وإضطرابات في الحركة , مما تسبب في حرائق داخلية , وإطلاق دخان كثيف أعمى الأبصار , وأصاب الناس بإختناق شديد وضيق تنفس , فحدى بهم لطرد الدخان وإبعاده عن أيامهم , لكي يروا بوضوح , ويتنفسوا هواءً نقيا , لكنهم لا يزالون في محنة البحث عن الذات والموضوع والإحساس بالألم والندم وحب الرجوع.
والحقيقة أن الشعوب يمكنها صناعة محركاتها الوطنية وإستبدال العاطلة منها , إذا توحدت إرادتها وتكاتفت عقولها , وآمنت بوطنها وقدرتها على الإصلاح والتصليح.
فهل سنصنع محركاتنا المعاصرة القادرة على دفع حركة الأوطان ضد التيار والرياح وفوق الطرقات الحضارية الوعرة؟!!
|