العذر أقبح من الجريمة

 

 

 

 

 

 

نشرت بعض الصحف والمواقع الالكترونية بيانا ادعت فيه منظمة ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام مسؤوليتها عن الجريمة الإرهابية التي طالت مدينة اربيل عاصمة كوردستان العراق في التاسع والعشرين من أيلول الماضي، وأنها جاءت ردا على ما أسمته بتهديد رئيس إقليم كوردستان ضد أي تعدي على الكورد في سوريا، والمثير حقا هذا الأسلوب السمج في تسطيح عقول الناس وإيهامهم بأكاذيب لا وجود لها إلا في مخيلات اولئك الذين أدمنوا الجريمة تحت أو باسم شعارات مهلهلة استخدمتها كل الأنظمة الدكتاتورية ومن حارب شعب كوردستان طيلة عقود من الزمان.

ماذا يعني تقتيل الشيعة لمجرد أنهم شيعة في سوريا والعراق والباكستان وغيرها من دول العالم، وكيف يبررون تقتيل آلاف المدنيين من السنة بسياراتهم المفخخة وعبواتهم الناسفة وبذرائع لا تقنع أي سوي أو عاقل؟

وقبل كل ذلك قتل آلاف الكورد من الشبك والايزيديين ومن المسيحيين والصابئة المندائيين من البصرة وحتى الموصل؟

إن ما يحدث الآن هو جرائم قتل من اجل القتل ليس إلا، بعيدا عن روح العقيدة الإسلامية وسماحتها، وعن أية فكرة إنسانية مهما كانت، ولا علاقة لهذه الهجمات لا بقومية أو دين أو مذهب فهي تستهدف الجميع في كل زمان ومكان.

أما موضوع تهديد الرئيس الكوردستاني لهم، وان جريمتهم إنما جاءت ردا على تلك التهديدات فهي مجرد شعارات بائرة وادعاءات كاذبة، فالرئيس بارزاني أعلن منذ بدء الثورة السورية إن الكورد وكوردستان في الإقليم مع خيارات الشعب السوري ولن يتدخلوا في شؤونه، وسيدعمون خياراته ويدافعون عن أشقائهم في سوريا إذا ما تعرضوا للإبادة، وفعلا طلب الرئيس بارزاني من اللجنة التحضيرية للمؤتمر القومي تشكيل لجنة من أجزاء كوردستان الأربعة للتحقق في ما تداولته وسائل الإعلام من

عمليات إبادة استهدفت الكورد، وقد أعلنت اللجنة التي قامت بالتحقيق عدم وصولها إلى ما يثبت تلك الادعاءات، وأكد الرئيس بارزاني بأننا لن نتخلى عن إخوتنا الكورد في كل مكان بما في ذلك غرب كوردستان، وسنبقى ندعمهم ونساندهم، ومن اجل ذلك شرعت كل الأبواب لهم حيث تجاوزت أعدادهم الربع مليون نسمة، إضافة إلى الاستمرار في إرسال الوقود والدواء والغذاء للسكان هناك.

لقد استغرقوا أكثر من ست سنوات لكي يدسوا أصابعهم إلى جدران كوردستان الداخلية وينتحروا عند إحدى بوابات مراكزها الأمنية، كما فعلوا ذات يوم في نيويورك وواشنطون ولندن ومدريد، وبالتأكيد ستمضي عليهم سنوات طويلة قبل أن يفكروا مجرد تفكير بتكرار عملية الدس ثانية، لا لشيء إلا لأنهم لا يدركون معادلة الأمن والسلم التي بموجبها تمت عملية بناء الجدران الوطنية في كوردستان؟