بالروح بالدم نفديك .. هكذا يصنع الطواغيت |
بالروح بالدم نفديك يا صدام كان شعار الدولة العراقية ردده بعض الشارع أيمانا بالقائد الضرورة والقسم الاعظم خوفا منذ حرب الخليج الأولى في ثمانينات القرن الماضي الى يوم إزاحة النظام البعثصدامي بمساعدة بساطيل الجنود الأمريكان، وقد وصل الحال بالعراقية الماجدة أن تتظاهر وتقدم ابنها الثاني بعد استشهاد الأول من أجل صدام وفي بعض الحالات الثالث بعد استشهاد اثنين. كانت صور تلك المظاهرات تنقلها وسائل الإعلام العالمية ويتسائل المرء بعد مشاهداتها أي أم تلك التي ترفع عباءتها راقصة أمام منصة يقف عليها صدام متهدج الوجه تعلو وجهه ابتسامة الرضى، ملوحا بيده إليها وهي تقدم أبنائها هبة له؟ وبعد نيسان 2003 اختفى ذلك الشعار كما اختفى مرددوه الذين غيروا بوصلتهم باتجاه المليشيات الطائفية وأصبحوا جزءا من جيش المهدي أو عصائب أهل الحق وحزب الله العراقي. ولربما أخذوا يرددون أمام أسماع مقتدى الصدر مستبدلين اسم صدام بأسمائهم أو مستبدلين اسم البطاط بدل صدام. كان اختيار الحلقة الحيطة بنوري المالكي مدروسا فإنهم لو دعو فلاحي “طويريج” للهتاف له بالروح بالدم لظهر الزيف وإنما نقابة المعلمين العراقية التي قلدته، بـ”درع الوفاء”، وسط “الهلاهل وأهازيج بالروح بالدم نفديك يا مالكي”. ووقف رئيس الوزراء العراقي مزهوا متوهج الوجه ملوحا بيده للهتافين بدل أن يعتذر من سماع ذلك لأنه شعار بعثي صدامي ويطلب من المهللين وأصحاب الأهازيج أن يكون هتافهم “بالروح بالدم نفديك يا عراق”. وكان يمكن أن يحدث ذلك من وطني عراقي مخلص وهي صفات حتما بعيدة عن رئيس الوزراء المالكي. كيف له أن يكون وطنيا وهو طائفي من أخمص قدميه الى قمة رأسه وتحيط به شلة يتقدمها علي أديب بولائه للفرس وإيران وغيره. كيف يسمح لهتاف كهذا، خاصة وأن المواطن العراقي بظل قيادته الرشيدة لم ير لحد اللحظة ما يسره. وبقيت البنى التحية أسوأ مما كانت في زمن صدام والعراق لازال مظلما والناحية الأمنية معدومة ووحدة العراق وترابه مستباحة. في السنوات الماضية كان تفجير سيارة واحدة يثير الرعب أما الآن فإن أقل عدد من السيارات المفخخة يصل الى عشرة حاصدا مئات من أرواح الأبرياء المساكين العراقيين طبعا لا يطول ذلك سكان دولة المنطقة الخضراء. نوري المالكي يستمع الى هتاف بالروح بالدم وهو يستعيد أيام خوالي قبل نيسان 2003 كهذه قبيل العيد الكبير وهو يتحسس جيب دشتاشته عن ربحه في دوره في “حملة دار” للأراضي المقدسة مع صاحبه إبراهيم الجعفري الأشيقر “الصادق الأمين” الذي عاش على المعونات الاجتماعية من التاج البريطاني بصفته مريضا نفسيا. وبعد “درع الوفاء” أصدر حزب الدعوة لصاحبه المالكي بيانا هاجم به حسن العلوي معتبرا أنه لازال يحمل أفكار البعث الصدامي لأن العلوي اتهم حزب الدعوة بالطائفية وهو على حق بذلك على الرغم من بيانه ينفي تلك التهمة عن الحزب بأنه غير طائفي ولكن الحقيقة هو طائفي حتى النخاع. الفرق بين العلوي بأنه طائفي أيضا ولكنه يحمل لواء الشيعة العرب وهو أفضل كثيرا من جماعة حزب الدعوة وفروعه وقادته يحملون لواء التشيع الصفوي ويقدمون العراق هبة للنظام الإيراني. وقد وصلت بهم الوقاحة الدفاع عن نشر صور خميني وخامني في شوارع وسط وجنوب العراق مبتدئين ببغداد الرشيد. لربما سيهاجم كاتب هذه السطور أقلام تدافع تعم المالكي وتتهم من ينتقده بأن أفكار البعث لازالت معشعشة في عقولهم، ولكنهم قبل غيرهم يعرفون العكس. وبعد الهلاهل والهازيج بالروح بالدم نفديك يا مالكي لا نستبعد أن يهتف الشارع “هلهولة لحزب الدعوة الصامد”.
|