هل يتحول الشيعة إلى اقلية فيغادرون السلطة ؟؟ |
لن يمر يوم من أيام الله من دون أن نسمع بسقوط العشرات مذبوحين بالديناميت ( بديل السيف) وجرح ما يفوق ذلك أضعافاً مضاعفة يصبح أكثرهم بين كسيح ومعاق، ومع شعورنا المقرف بما أوصلتنا أليه الأمور، وحشرنا في زاوية ضيقة، لا تتجاوز الحديث عن الشيعة، والسنة، والكورد، والفساد، والمحسوبية، واعتلاء العرش من قبل فاقدي البصر، والبصيرة، وبسببهم وجد الشعب حاله ( على الحصيرة ) من دون ان يرف لقادته جفن، أو نرى فيهم من يربت على كتف طفل وجد نفسه وحيداً في حياة متلاطمة، لأنهم(الساسة) يخشون مغادرة حصونهم إلى حيث يربض الشعب. وأن خرجوا فأن الجميع يقول : يا ليتهم لم يخرجوا، لأن الطرقات تقطع، والمرضى يتلوون من الألم حيث تقطعت بهم الأسباب، والألفاظ البذيئة تتوزع على المارة بالتساوي، والنتيجة كما يقول المثل المصري ( : الخروج من المولد بلا حمص ) لأن الاكاذيب والوعود ( سوف، ونخطط، ونعمل، والعام المقبل .......ألخ ) هي ما يتكرر ولا بديل عنها يدخل جيوب الفقراء . أن القتل المبرمج، والممنهج، والمتواصل، والمدعوم من محبي إثارة الفتن، ومعهم كل متلكئ في عمله مما يجعل منه مثلاً سيئاً في معرفة إدارة الحكم، وغيرها من العوامل التي تصب لصالح الإرهاب والقتلة، والذين خططوا لإيصال البلد إلى ما هو فيه من تخبط أعمى . هناك مثل يقول : ( حبه فوك حبه تصير كبه )، وهذا هو ما عليه الشيعة من خسائر متلاحقة، فالأعداد الكبيرة من الضحايا ( التي يسميها البعض وللأسف بالقليلة ) ستتراكم وتؤدي على مر الزمن إلى انعدام التوازن الديموغرافي، لأن هناك تبعات أخرى ترتبط بالقتل العمد الذي يمارس ضد الشيعة، وفقاً لأهواء ودراسات إقليمية مدعومة بقوة ومعدة سلفاً، لكل ما يصيبنا من مكاره، وهموم ومنها التهجير ، والخضوع، والمسير خلف رغبة مناوئيهم خوفاً، ويأسا من قياداتهم الفاشلة، فيتحولون إلى أقلية رغم كثرتهم، ويرضخون لإرادات مغرضة رغم تضحياتهم . ان توزيع الضربات القاتلة بهذا الشكل العنيف من شمال العراق إلى جنوبه، وما يترتب عليها من فزع، ورعب، غايته إدخال اليأس في قلوب الغالبية العظمى من الشعب، لصالح أطراف اخرى أكثر دهاء، ومكراً، وتعلم جيداً أن الزمن يسير لصالحها إذا ما استمر الحال على ما هو علية، وفي المقدمة منه التشرذم الذي يعيشه الشيعة ولا تداوية اللقاءات والخطب الرنانة، خاصة وأن محاولات فرض الآراء الخاطئة على ذوي المقدرة والمعرفة ما زالت مستمرة، وكل ذلك سيحول الشيعة إلى أقلية، بالرغم من كونهم أكثريه، ولكنها أكثرية غير فاعلة في اتجاه النهوض بالوطن، والخروج به مما هو فيه، خاصة بعد سنوات على خروج المحتل . أن ما يجري على الساحة العراقية من تكرار للفشل، تتحمل القيادات الحالية مسؤوليته بشكل مباشر، لأنها عجزت عن تقديم حلولاً ناجحة للمشاكل الناجمة عن سوء الإدارة، والفساد وعدم القدرة على مواجهة المؤامرات الخارجية، المتعددة الاشكال والأساليب، فوضعنا ذلك في قفص الاتهام بالرغم من اننا أبرياء ومعتدى عليهم .
|