ليس من الشجاعة ان نموت بلا ثمن!

 

في الوقت الذي يتعرض فيه شعبنا العراقي الصابر لمجازر يومية تطال جميع الاطياف, اقول الجميع لان المفخخات والشظايا لاتمتلك المجسات الطائفية  للتفريق بين الضحايا  فهي تخترق جميع الاجساد بحفاوة  سادرة وفق مسارها لاسيما في المناطق المختلطة ,في هذا الوقت ينقسم الساسة الحمقى منهم والحاقدون بمواقفهم وفق رؤى متباينة ومتقاطعة فاما طائفية قذرة واما حزبية سافلة لاتغني عن المشهد الدامي شيئاً, يضاف الى ذلك ممارسات غريبة وشاذة من جميع شخوص العرض  المسرحي المخيف في الشارع العراقي , ابتداءاً من ابسط مواطن الى الجندي والشرطي ـ ادوات السلطة وفرض القانون ـ الى القيادات العسكرية والسياسية مرورا بالاعلاميين وانتهاءاً باصحاب القرار والسطوة, هذه الجزئيات المتنوعة وتجسيدها بسذاجة متميزة تمنح زعماء الموت والخراب فرص من ذهب لاقامة حفلاتهم الشيطانية, ليس لبراعة في  قدراتهم الخبيثة على توزيع حصص الموت بين الناس اومهارة في ادارة الصراع , بل لان الضحايا وحماتهم يساهمون بقدر كبير في اعانتهم بتحقيق ذلك, دون الالتفات الى اهمية اتخاذ الحيطة والحذر ونحن نخوض حرب ضروس بمواجهة الارهاب الدولي الممنهج .

ومن هذه الاخطاء المتكررة ,عدم تنسيق مراجعة الدوائر الرسمية  بنظام المواعيد والدور وتجمهر المواطنون على ابواب الدوائر الحكومية وموظفيها العابثين عمداً باوقات المواطن ومصالحه, والتي تعطي للارهابيين فرص ثمينة لضرب هذه الاهداف والفرائس السهلة  ليسقط ضحية هذه الممارسات الغبية الكثير من الابرياء, علاوة على وقوف اغلب عمال اليومية  كالبناء وغيره " المسطر " هدف مكشوف اخر في العراء يسيل له لعاب القتلة والوحوش الارهابية المتربصة, ولا يحاول اي من المسؤولين دراسة هذه القضايا المهمة لايجاد حلول مناسبة  للحد من سقوط المزيد من الضحايا ,فلماذا ياترى؟ والانكى هي الاخطاء الكارثية  في تصريحات المسؤوليين الامنيين يوميا عن قدرات الجيش وادواته ونشر اخبار عسكرية خطيرة كجلب اسلحة جديدة او شراء معدات تحارب الارهاب او شراء مناطيد لمراقبة الارهاب او سونار او او , وكأنهم يبعثون برسائل  واضحة الى القاعدة والبعثيين للتعامل مع الواقع الجديد!! في الوقت الذي لانسمع عن الارهابيين ولا عن قدراتهم اي معلومة مهمة , فلماذا يحدث هذا بحق السماء , وكم من المتآمرين بيننا وكم من الحمقى والسفهاء يعبثون بدماء  شعبنا!!؟.

من جهة اخرى جموع الزوار الذين يذهبون سيراً الى المراقد المقدسة في مناسبات عديدة خلال السنة وباعداد هائلة تجعلهم عرضة للموت المؤكد  مع تطبيل الاعلام والحديث عن صور التحدي البطولي للموت!! بعرض صدور عارية للشباب لتلقي وابل الشظايا ومفخخات الغدر والخيانة, فاين التحدي في ذلك ؟ وانت تمنح عدوك نصراً  يحلم بتحقيقه في المواجهات الحقيقية, وعدونا جاهل غشوم , يطرب لموتك ويعده فتحاً  مبيناً , ولايهتم كثيرا بالطرق والوسائل لانه ورث الغدر والخديعة من اسلافه المجرمين , مع ان هذه الضحايا المليونية  لو جمعت لمحاربة الارهاب ستقضي عليه خلال شهر واحد بدل الموت المجاني  بلا نتيجة او هدف, ولانجد احد من العلماء او القادة الاسلاميين يبين للناس خطورة هذه الممارسات اومحاولة تقنينها على اقل التقادير او الحد من استهدافها بالشكل المؤلم الذي يحدث, اضافة لظاهرة التجمع السريع حول حوادث الانفجار بدون وعي , مما دفع الاعداء لمضاعفة السيارات المفخخة في نفس النقطة لاسقاط المزيد من الابرياء!!.

 

لااحد ينكر بان الارهاب  يضرب كل مكان والتفجيرات وصلت ابعد المناطق واكثرها امناً, واصبح من الصعب السيطرة عليه لاسيما عندما ترعاه جهات رسمية متنفذة تنقل المتفجرات  والارهابيين في سياراتها الحكومية, ولكن هذا لايمنعنا من تحدي الارهاب ومحاربته بطريقة اكثر  شجاعة وحكمة لتقليل الخسائر والضحايا, وتفويت الفرصة عليه  للنيل من ابناء شعبنا, وهو مسترخي في جحوره القذرة يرسل البهائم الانتحارية لتحصد  المزيد من الارواح في الوقت الذي نقدم الكثير من الجنود الابطال  شهداء مقابل القاء القبض على بهيمة ارهابية واحدة , ينعق بعدها اغلب الغربان لؤماً وسواداً دفاعاً عنه وعن انسانيته المنتهكة!! لذا اعتقد بان الحكمة تقتضي ان نحارب الارهاب بتجنب الموت برصاصه الغادر , فليس من الشجاعة ان نموت بلا ثمن!!.

 نحن في حالة حرب حقيقية , حرب شرسة وقذرة  ,الغدر والخيانة اكبر سماتها ووسائلها وفي الحرب هناك قواعد يجب على الجميع اتباعها والتقييد بشروطها , اقلها توحيد الصف فيما بيننا والتكاتف مع القوات الامنية والجيش العراقي ومتابعة الاهداف دون تكليف رسمي من احد, فما يقدمه المواطن العادي في الشارع لايقل اهمية وفاعلية عن الجهد الاستخباراتي, ليس لدعم الحكومة كما يريد البعض تصنيفه, بل لحماية اهلي واصدقائي واحبتي , حماية امي وابي وجاري وحبيبتي ,خطيبتي او زوجتي , وقبل كل هذا حماية وطني  ولا اكتفي باللوم والتوكل على هذه الجهة او تلك!! فهذا عراقنا وبيتنا الكبير, وسيبقى قائماً لاينهار رغم انوف الحاقدين ومهما تكالبت عليه قوى الظلام والرجعية.

 

 

ـ قُتل الحسين والسيف قائماً بيده .