الزعيم يبكي !

 

هل رأيتم يوما من الايام زعيماً سياسياً يبكي على حال العراقيين بحرقة قلب ؟، هل رأيتم زعيماً سياسيا اطلع على اوضاع القرى والارياف والمناطق الفقيرة من دون دوافع أنتخابية ؟
معروف ان العراقيين يحسنون صناعة الزعامة السياسية
بامتياز منقطع النظير للاسباب مذهبية واجتماعية وحزبية ومناطقية ومصالح شخصية وهذا ليس عيباً اذا كان الشخص الذي توجه له انظار الزعامة يستحقها فعلاً ، لكن العيب أن نختار زعامة شكلية لاتقدم ولاتؤخر للمجتمع شيئاً بل على العكس قد تكون سببا في تعطل البناء والتقدم في البلاد، يرافق ذلك ان المجتمع العراقي مايزال يمنح الزعامة الدائمة وليست الموقتة التي ترفع وقتما يخفق في عمله.

لايتعدى وصف الزعامة في العراق اكثر من زعامة التقديس والترميز بامتياز وهي على اي حال من الاحوال لاتشبه الزعامة في باقي البلدان المتقدمة ديمقراطيا والتي تصف بانها اشبه بـ "الرقص على رؤوس الثعابين "!بمعنى اكثر وضوحاً ان الشعب يزيل الزعامة في الوقت الذي يلمس فيه أن زعيمهم خرج عن تحقيق مصالحهم وانشغل بتحقيق مصالحه وحاشيته المقربين .

بعض الزعماء الجدد اذكياء ودهاة يعرفون من أين تؤكل كتف العراقيين؟، فهم تارة يعزفون النغم الطائفي وتارة آخرى يعزفون النغم الوطني وبين هذا النغم تضيع حقوق المواطنة بكل تفاصيلها .

في هذه الايام تكثر الزعامات وتكثر معها الشعارات الرنانة ويعلو العزف على وتر الطائفية المقيته في ظل نظام سياسي بحاجة إلى عملية جراحية كبيرة لاستئصال الاورام الخبيثة والعقد الفكرية المرافقة له طيلة السنوات العشرة الماضية .

ليس المطلوب اليوم زعماء يحصلون على امتيازات كبيرة ، بل حكماء بطرابيش زعماء لهم القدرة على تطوير النظام السياسي ، فلا اعتقد اننا بحاجة إلى زعيم بليغ ويجيد فن الخطابة ولسنا بحاجة إلى زعيم له حسب ونسب ولسنا بحاجة إلى زعيم مدعوم من تركيا او السعودية أو ايران أو قطر ولسنا بحاجة إلى زعيم رضيت عنه امريكا وانصارها بل اننا بحاجة إلى زعيم يتالم ويبكي ويتأثر لجراح من يتزعمهم ولايبتعد عنهم ويعمل على تحقيق تطلعاتهم فعلا وليس قولاً .