اتركونا بحق الحسين

 

لقد أصبح العراق تحت قيادتكم ، اسوأ البلدان على الأطلاق ، وبجميع الأصعدة والمجالات ، والمشكلة أن هذه الظاهرة صارت شعبية على النطاق الأممي ، وصار البلد عنوانا ومعيارا لكل فشل وفساد وسرقات وأهمال على الصعيد العالمي ، ولم يبق سوى ان اسمع ، ان المواطن العراقي المسكين حاملا لأسوأ جواز سفر في العالم حسبما عرضته قناة (البغدادية) منذ أيام ، وحسب تقارير منظمة عالمية مختصة !.
فلا تحولوا فشلكم الى أعباءٍ لا تنقصُ المواطن ، ابتدائا من مصائب سيارات (المنفيست) ، التي هي أصلا خطأ الدولة ، وتقاعسها الطويل في أصدار أجازات السوَق ، مرورا برزّية الفردي والزوجي ، وليس انتهاءً بأصدار البطاقة الموحّدة .
اتركونا يرحمكم الله  لهمومنا فهي أكثر من كافية ، فالمواطن الفقير يدعوا ربه يوميا ، كي يجنبه مراجعة دوائر الدولة التي ينخر فيها الفساد ، والأستخفاف الممنهج بالمواطن ، وأن يجنبه مراجعة  الطبيب أو المستشفيات ، بعد أن فقد الطب واجهته الأنسانية ، وتحول الى تجارة رابحة للألام .
لستم قادرين على حمايتنا ، ودعمنا خدميا أو تكافليا ، لستم قادرين على فرض سيادتكم على البلد ، لا تمتلكون هيبة فرض القانون ، لستم قادرون على البناء ، لستم أهلا لأي مكسب ، نسيتم عشرات الضحايا والمغدورين يوميا ، وتنهمكون في تحويل أي خبر أو حدث ، مهما كان تافها أو ثانويا ، الى انجاز تتبجحون فيه.
أن كنتم حكاما بالاسم فقط ،بلا شعب ،  تتقاسمون الكعكة بينكم ، ولا تتركوا لنا شيئا كما هو شأنكم دائما ، فأتركونا ، نَدفنُ شهدائنا ونضمّد جراحنا ونداري أمراضنا ، التي انتم مَنْ سبّبها ، اتركونا فإنّا لا نحصل الا على سموم مشاكلكم فيما بينكم ، اتركونا وشأننا بحق الحسين ، وان كنتم لا تنتمونلمدرسته ونهجه  كما تدّعون ، لا من قريب ولا من بعيد !.