همسة في أذن المالكي |
اصارحك بالحقيقة المرة والدامية , بان العراق تحول في عهدكم , منذ توليك منصب رئيس الوزراء , الى ميدان صراع المصالح الذاتية والانانية , لتحقيق المال والشهرة الزائفة , على جراح الشعب النازف , فقد تمزقت مكونات الشعب وانقسمت لحمته الوطنية , بالطائفية وشرورها وسمومها القاتلة , كأنكم جلبتم معك صندوق ( باندورا ) ونثرتموه في سماء العراق , وجاءت المصائب والمحن , في تفكيك الدولة , فقد انتشرت في عهدكم الدعارة السياسية باقبح صنوفها , وكثرت مهرجانات السيرك السياسي المنافق من كل حدب وصوب , وحولتم مؤسسات الدولة الى مؤسسات طائفية وحزبية مغلقة بالاقفال الحديدية في وجه الاخرين , وتركتم خيرات واموال البلاد , يلعب بها اللصوص والحرامية وقطاع الطرق , ومعطوبي العقل والضمير والاخلاق . ووضعتم الشعب تحت رحمة العصابات الاجرامية المتعطشة الى سفك دماء الابرياء . وصار العراق , بلد الحواجز والسواتر والخنادق , وطن تنبعث منه روائح عفنة , من الكره والحقد الاعمى والنميمة والوشاية والرذيلة . وطن مستباح لكل الاطراف والجهات الداخلية والخارجية , وطن يبحث عن هويته الضائعة . وطن ممزق لايحكمه قانون ولادستور , بل تحول الى وطن يحكمه الابناء والعشيرة والقبيلة والمقربين والمتخمين بنعمة السلطان الجديد . وطن المتاجرة بالدين والتزلف المنافق . وطن اصبح خاتم للفساد والارهاب , وضياع القيم والاخلاق , في سبيل التمسك بالكرسي بالشهية المجنونة , وطن تمزقت فيه المسئولية والاخلاص ونحرت على معبد المال الحرام . ألم تسمع نحيب الثكالى والارامل والايتام والمفجوعين ؟ هل هناك بقايا من الحرص والمسئولية وانت من طينة هذا الوطن المفجوع ؟ وهل نسيت كلام الامام علي ( ع ) ( من يريد ان يحكم الناس , عليه ان يكون بينهم , او يتخلى عن الحكم ) ( نهج البلاغة ) , واين انتم وقد جمعتم كل الحقارات التافهة والنكرات الضائعة والمجهولة , ومن المسالك الحقيرة والدروب القذرة بالقمامة , وسلمتهم مفاتيح البلاد . وانزويت في المنطقة الخضراء المحصنة , تتفرج على حفلات الذبح اليومية . ألا تعرف بان اشباح الفقر ازدادت اكثر من اي وقت مضى , وان ربع سكان البلاد تحت خط الفقر . ألا تعرف بان ظلمك فاق ظلم وطغيان الطغاة , ألا تعرف ان الفساد صار خاتم وشريعة وقانون يتحكم في مصير البلاد . فماهي انجازاتك التي قدمتها الشعب ؟ وما العمل الذي تفتخر به للوطن ؟ وماذا حققتم للطائفة الشيعية في عهدك ؟ سوى القتل والابادة والحرمان والاهمال , والضياع في مصير مجهول . وانت مصر بجنون الى تحقيق حلمك في الولاية الثالثة , ستحققها بكل بساطة , طالما تملك المال والدولة والقانون الذي يناسبك ويشبع نزواتك , وجيوش من المنافقين والمتملقين . لكن ستحول العراق الى اطلال مخربة ومهدمة , تنعق بها الغربان السوداء والذئاب الجائعة , سيعلو كرسيك وانت تتفرج من بعيد على مأساة شعب. |