رسائل ودّية متبادلة بين إسرائيل وعصابات التطرّف الإسلاميّ

 

منذ أن إنهزمت الإمة العربية في النصف الأول من القرن العشرين أمام العدو الإسرائيلي وضياع فلسطين وقدسها وتأسيس دولة إسرائيل على أنقاضها ... تحوّلت فلسطين الى شعار برّاق لكل أصحاب الثورات والأحزاب الوطنية

 وقادة الإنقلابات العسكرية وهدفاً مقدساً للفصائل الإسلامية قبل أن تتناسل منها العصابات الإجرامية ، فلا تسوّق أي بضاعة لأي تيار سياسي بمختلف توجهاتها  مالم يتصدّر شعار تحرير فلسطين لائحة أهدافها ومطاليبها ! كتب لها الشعراء وغنى لها الأطفال في المدارس ونظّرَ لها المفكرون... إسلاميون وعلمانيون ، حتى باتَ شعارُ فلسطين المُزيّف أصلاً عملة صعبة في سوق المزايدات السياسية والمساومات الثورية التي خدعوا بها شعوبهم عشرات السنين!وما أن تصل مجموعة ثورية أو حزب سياسي الى السلطة حتى بدأ يتكشّفُ زيف شعاراتهم وإدعاءاتهم الكاذبة في تحرير

 القدس والتراب الفلسطيني ...فراح بعضُهم يخون البعض ويخذل البعض الآخر وبدأ التراجع والإنهزام المتكرر أما العدو الإسرائيلي بلا حياء ! حتى جرّبت كُلّ الأنظمة العربية حظّها واخذ أغلب دعاة الثورية والتحرر فرصتهم في الحكم ففشلوا جميعهم وبانت عوراتهم أمام العالم وأمام شعوبهم!هذا هو حال الأنظمة العربية السياسية بأجمعها تمارس العهر السياسي بكافة أشكاله وتخدع الأجيال بتنظيراتها وشعاراتها الكاذبة وهي تقاتل من اجل مد جسور العلاقة مع إسرائيل وبمنتهى الذُّل حتى صار الحضور المشترك لهم مع الإسرائيليين في كافة المحافل العالمية بطاقة شرف

 لهم ...! وقد إرتفعت الأعلام الإسرائلية في إعرق العواصم العربية وأهمها ! وصار الحفاظ على المصالح الإسرائلية واجبٌ وطنيّ على حكومة هذا البلد العربي أو ذاك ...! إختفت أصوات دعاة التحرر والقومية العربية والوحدة الوطنية ...! لترتفع أصوات المتأسلمين الذين لم يجرّبوا حظّهم في السلطة ، فكانت فلسطين شغلهم الشاغل وهدفهم الشرعي متوعدين قادة التطبيع مع إسرائيل بالويل والثبور ، وقد نفذوا بعض تهديداتهم عندما إغتالوا الرئيس المصري أنور السادات، وبقت شعاراتهم وأهدافهم تتصدرها فلسطين وعاصمتها القدس...!وتمرُّ السنون وترحل بعض الأنظمة

 الديكتاتورية الخائنة لقضية العرب والمسلمين كما يدعوهم أصحاب الإسلام السياسي الذين تربّعوا على كراسيهم فيما بعد ! فماذا حصل ؟أين شعارهم المقدس ؟أين هم من فلسطين وقدسها؟ هؤلاء المتأسلمون إستخدموا المكر المشرعّن ...فكانوا العن ممن سبقهم ...!فإذا كانت الأنظمة الدكتاتورية السابقة تبرر التطبيع مع إسرائيل من أجل السلم والسلام ... فهولاء المتطرّفون الكاذبون إبتدعوا طريقةً لتبرير إستمرارية العلاقة مع إسرائيل وتأجيل الحرب معهم الى أجل غير مسمىً وهي عملية هروب الى الأمام لتضليل أتباعهم بعد أن إبتكروا لهم عدواً جديدا أقل قدرة من العدو

 الإسرائيلي الذي يشعرون أمامه بالضعف والهوان ...عدوهم الجديد هو المد الشيعي المزعوم...!وهذا ماصرّح به الرئيس المحجور مرسي بعد توليه رئاسة مصر التي يرفرف في سماءها علمُ إسرائيل التي نظّر لمحاربتها عشرات السنين مرسي وقادته الإخوانيون وشركاءهم السلفيون وتنظيم القاعدة الذي يتزعمه المصري أيمن الظواهري..،صرّح المخلوع بأن عدوهم الأخطر من إسرائيل هم الشيعة...!وهذه الرسالة الأولى المفّعمة بالودِّ والطمئنينة للإسرائيليين ، الرسالة الثانية هي التي بعثها يوسف القرضاوي لبني إسرائيل عندما جمّعَ كُل دعاة التطرّف والتعصّب الديني من جميع

 الفصائل السنّية التي تمارس الإجرام في سوريا والعراق وليبيا وافغانستان ومصر وكل دول العالم ... جمعهم في مصرَ  ليزاوج بين أفكارهم ويوحّدَ أهدافهم ليعلنوا بصريح العبارة للرأي العام العالمي وليطمئن الشعب الإسرائيلي بأنَّ العدو الأول والأخطر هم الشيعة وليس اليهود ...! بناءا على مصالح طائفية وسياسية ...، الرسالة الأخرى التي إستقبلها بنو إسرائيل بفخرٍ وإعتزاز هي التي بعثها مؤخرا مسؤول تنطيم القاعدة الإرهابي أيمن الظواهري الى فصائله المنتشرة في الدول العربية والإسلامية ومفادها أن لاتستهدفوا الشيعة والمرتدين ...وقد أراد هذا الكاذب

 أن يُشدد على أتباعه بالبقاء على إستهداف الشيعة دون غيرهم...فكان جواب قومه  كما أراد نقاتل المرتد والكافر الأقرب الشيعة والنصارى ثمَّ الكافر الأبعد ،وفي جوابهم رسالةٌ الى إسرائيل العدو المُفترض أن لاتخافوا ولاتحزنوا وعدونا وعدوكم واحد هم الشعية... فجاء الردُّ الإسرائيلي على هذا الأدب الإخوانيّ والقرضاويّ والقاعديّ ...برسالة وفاء وتقدير وإعلان صريح بالتأكيد على الشراكة الإسلامية الإسرائيلية بالتصدي للعدو المشترك... الشيعة..!