الامن في الاقليم مثال يحتذى

 

الانفجارات التي روعت الناس في اربيل وهزت حالة الامن والاستقرار اثارت تساؤلات عدة في البداية عن قدرات الجهاز الامني في الاقليم (الاسايش) وامكاناته لضبط الامن ، وقيل الكثير بين متشكك في ذلك وواثق بان الجناة ومرتكبي الجريمة لن يفلتوا بفعلتهم ، وان للجهاز خبرة كبيرة تساعده على اداء مهمامه بشكل مختلف عن بقية الاجهزة والمؤسسات الامنية في بلادنا .

وفعلا ، لم يمض وقت طويلً حتى صدر بيانً يعلن القبض على الارهابيين الذين ادلوا باعترافات كاملة عن جريمتهم الشنيعة بحق المواطنين الابرياء .
هذا الفعل الامني يسجل للاقليم ويدعونا مجدداً الى الاستفادة من التجربة التي نجم عنها حالة استقرار وامان يتحسر عليها العراقيون في بقية انحاء البلاد 
ان كل من زار المدن الكردستانية يلحظ الامن والامان المتوفر في حركته وترحاله ليلاً ونهاراً ، وفي اية ساعة يشاء وحسب الاحصاءات الكردستانية حتى الجرائم العادية اصبح الكشف عنها في متناول الاجهزة الامنية بنسبة عالية جدا تكاد تقترب من الكمال .
مما يسجل للتجربة التعاون بين الاهالي والاسايش في الاقليم ، حيث لايتكل المواطن على الجهاز الامني لوحده ، وانما هو بحد ذاته يشكل جهاز اًلامن والرصد ، لذلك نلاحظ ان القوة الامنية تستبق المجرمين في ضربات اجهاضية او انهم يقعون في قبضتها بعد ساعات من ارتكابهم للافعال الجرمية ، وهذا ما تفتقده الاجهزة في الاجزاء الاخرى من البلاد .
كما يسجل للتجربة الوعي بالتنفيذ الطوعي للقانون والتقيد باحكامه في مختلف مناحي الحياة ، وهذا يساعد على ثقافة تنبذ الاعتداء والعنف وتستهين ارتكابه والقيام بكل ما يخل بالقانون .
المواطنون هناك يشعرون بالارتياح للاداء المهني للاسايش 
- طبعا - ، ليس هناك مؤسسة مثالية لاتخلو من نواقص وتجاوزات ولكنها في الحدود التي يمكن حصرها وملاحقة مرتكبيها وفقا ًللقانون وبالامكان جلب المسؤولين عن ذلك الى ساحة القضاء والوصول الى الحقوق الدستورية ليس هناك مسؤول يبني في الحي الذي يسكنه دويلة او ((غيتو )) ويجبر جيرانه على ما لا يرغبون باستغلال السلطة التي يتربع على كرسيها .
على اية حال ، النجاح الذي حققه الاقليم لنا جميعا ، ولكن نأمل ان لايؤدي الى اجراءات اضافية مبالغ فيها ضد الوافدين الى اقليم من بقية المناطق ، وهذا ما يمكن استشفافه من تصريحات مدير اسايش اربيل الذي القى باللائمة على التسهيلات التي تقدم الى الزائرين للاقليم ، والتي نرى فيها على وضعها قبل التفجيرات انها مشددة ومنغصة وتصل الى حد انتهاك الحريات الاساسية للمواطن اياً كانت قوميته ومكان سكنه .
نعم لأتخاذ كل الاجراءات الامنية التي تحفظ امن الاقليم وتجنبه تداعيات الامن في اماكن اخرى ولكن لايؤذي العلاقات بين المواطنين ، ومن الاعلان والتصريحات الصحفية بشان الجريمة ان سبيها الرئيس سياسي يتعلق بالموقف مما يجري في سوريا ، والجهة الارهابية لم تخف التصريح بذلك .
المهم نتظر ما يجمع بين تأمين الامان وسهولة التمتع به وانعكاسه على الحياة اليومية ليكون التدفق الى الاقليم طبيعا ونافعا للجميع سلطات وشعبا .
واخيراً نشد على الايادي التي لاحقت الارهابيين واوقعتهم في قبضة العدالة وستقدمهم الى القضاء العادل .