دولة احمد المالكي إلى أين ؟؟ |
مثلت تصريحات السيد نوري المالكي عن بطولات ابنه الخارقة في القضاء على الفساد والمفسدين في المنطقة الخضراء حصرا خلاصة حقيقية لواقع الحكومة التي يتراسها المالكي ويتقلد فيها منصب القائد العام للقوات المسلحة ومنصب وزيري الدفاع والداخلية في الدورة الرئاسية الثانية والتي اختزل كل عملها بفعل لا يرقى إلى بطولات ابسط شرطي يلتزم بواجباته ويؤدي ما عليه،بل كشفت من حيث لم يلتفت الى حجم الفساد والفوضى التي تغلف الواقع الحقيقي لعمل الحكومة وعجزها في بسط القانون مقابل انتشار العصابات والمافيات في كل المفاصل والمواقع. والسيد نوري المالكي وبسبب طبيعته الانفعالية وجهله السياسي وعدم مبالاته بردود الافعال أهان المؤسسة العسكرية بكل ثقلها وبكل تاريخها في لحظة خارجة عن القانون اراد من خلالها تعريف ابنه كبطل خارق يمكن الاعتماد عليه في القضاء على الفساد المالي والاداري وربما سيتمكن ايضا من القضاء على الانفلات الامني وبسط الاستقرار في الشوارع والازقة ومجالس العزاء وحفلات الاعراس وبنايات المدارس الابتدائية ورياض الاطفال التي وصلها الارهاب ومزقت اوصالها السيارات المفخخة والعبوات والاحزمة الناسفة والاسلحة الكاتمة والاستهداف الطائفي الذي اصبح عنوانا لمرحلة حكم المالكي وابنه. وواضح ان المؤسسة العسكرية التي يقودها المالكي والتي تقوم على اساس السوق اي وفق مبدا العرض والطلب اي عرض المناصب والمواقع العسكرية العليا ثم تُقيم هذه المناصب باسعار تتناسب وطبيعة الموقع العسكري وفق العملة الصعبة ومن يدفع اكثر يفوز بالمنصب ولهذا فان بناء مثل هذه المؤسسة المهمة والحيوية على اساس الربح والخسارة افقد فيها روح النخوة والغيرة والحمية كما انه ليس من المستغرب ان تمر تصريحات السيد المالكي مرور الكرام دون ان تواجه بردة فعل غاضبة من قبل قادة الفرق والالوية على المالكي وتصريحاته المضحكة عن ابنه وعن بطولاته الخارقة والتي جاء بها بجلباب المالكي لان هؤلاء القادة نتاج البعث ومن ثم المالكي. ان بطولات ابن المالكي الكارتونية انما جاءت بفضل وجود ابوه على راس السلطة التنفيذية لان احمد هذا لم يتدرج في المناصب الامنية ولم يدخل دورة عسكرية واحدة بل ان الجميع يعرف من هو احمد المالكي وما هي مهمته وهواياته.. ومنطق البطولات الكارتونية يمثل تراجعا في العقلية الحاكمة واستهانة بابناء الشعب العراقي وقفزا على جراح وآلام وتضحيات مئات الالاف من العراقيين الابطال الذين ضحوا باعز ما يملكون وتركوا النساء والاطفال من اجل اسم العراق والخوف على العراقيين عندما وقفوا بوجه الارهاب وبوجه المفخخات والاحزمة الناسفة. ان ادارة البلاد والعباد وبالطريقة التي وصفها المالكي وافتخر بها على رؤوس الاشهاد تمثل منتهى الانكسار والانحطاط وغياب سلطة الدولة والقانون وتعني انتشار الفوضى والفساد والمافيات والعصابات وتعني ان البلاد بدل ان يسير الى الاستقرار يسير الى الفوضى والانهيار. ان بطولة جندي واحد في اطراف الحدود وتضحيات شرطي في المناطق الساخنة تعجز عنها كل صولات وجولات ومناقصات ومغامرات احمد ومن يقف خلفه.وكم كان مفرحا وجميلا لو ان المالكي اعلن عن بطولات حقيقية للجنود الرجال ولابطال الداخلية وهم ينفذون الواجبات بطريقة حضارية ترسخ القانون وتبني مجتمعا واعيا وتحترم حقوق الانسان.
|